أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8557 - ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾

15-12-2017 6988 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8557
 2017-12-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في صَحِيحِ الإِمَامِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾. النُّطْفَةُ فِي الإِحْلِيلِ.

وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾. قَالَ: للصُّلْبِ.

وَيَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِهِ: وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾. فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا عَلَى رَجْعِ هَذَا المَاءِ الدَّافِقِ، إلى مَقَرِّهِ الذي خَرَجَ مِنْهُ لَقَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ؛ قَالَهُ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَغَيْرُهُمَا.

وَالقَوْلُ الثَّانِي: إِنَّهُ عَلَى رَجْعِ هَذَا الإِنْسَانِ المَخْلُوقِ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، أَيْ إِعَادَتِهِ وَبَعْثِهِ إلى الدَّارِ الآخِرَةِ لَقَادِرٌ، لِأَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى البِدَايَةِ قَدَرَ عَلَى الإِعَادَةِ. اهـ.

وبناء على ذلك:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾. يَعْنِي: اللهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ كُلِّ شَيْءٍ إلى مَا كَانَ عَلَيْهِ، فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ النُّطْفَةِ في الإِحلِيلِ، وَقَادِرٌ عَلَى إِعَادَتِهِ في الصُّلْبِ، وَقَادِرٌ عَلَى إِعَادَتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ إِرْشَادٌ للعَبْدِ إلى أَنَّهُ عَبْدٌ ضَعِيفٌ في أَصْلِهِ الذي خُلِقَ مِنْهُ، وَإِرْشَادٌ لَهُ عَلَى أَنْ يَعْتَرِفَ بِيَوْمِ المَعَادِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
6988 مشاهدة