8ـ دروس رمضانية لعام 1436: هلمُّوا إلى طاعة المعصوم

8ـ دروس رمضانية لعام 1436: هلمُّوا إلى طاعة المعصوم

 

 8ـ دروس رمضانية لعام 1436: هلموا إلى طاعة المعصوم

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فيا أيُّها الإخوة الكرام:

إنَّ من أَعْظَمِ نِعَمِ الله تعالى على عَبْدِهِ نِعْمَةَ اللِّسَانِ، فَهُوَ وإِنْ كَانَ صَغِيرَاً في جِرْمِهِ إلا أَنَّهُ عَظِيمٌ في طَاعَتِهِ وجُرْمِهِ، وهوَ رَحْبُ المَيدانِ لَيسَ لَهُ مَرَدٌّ، ولا لِمجالِهِ مُنتَهى وَحَدٌّ، لَهُ في الخَيْرِ مَجَالٌ رَحْبٌ، وَلَهُ في الشَّرِّ ذَيْلٌ سَحْبٌ، فمن أَطْلَقَ العِنانَ لِلِسانِهِ سَلَكَ به الشَّيطَانُ في مَيْدَانِهِ، وسَاقَهُ إلى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ، حَتَّى يُوصِلَهُ إلى دَارِ المَقَامِ، حَيْثُ فِيهَا بِئْسَ القَرَارُ.

ولا يُمْكِنُ للعَبدِ أَنْ يَنْجُوَ من شَرِّ لِسَانِهِ إلا إذا قَيَّدَهُ بِلِجَامِ الشَّريعَةِ، فلا يُطلِقُهُ إلا في فِيمَا يَنْفَعُهُ ويَنْفَعُ عِبَادَ الله في الدِّينِ والدُّنيَا والآخِرَةِ، وَيَكُفُّهُ عن كُلِّ ما يُخْشَى من عَاقِبَتِهِ في الدِّينِ والدُّنيَا والآخِرَةِ.

أَمَا آنَ الأَوَانُ؟

أيُّها الإخوة الكرام: أَمَا آنَ الأَوَانُ أَنْ نَتَمَسَّكَ بِكَلامِ سَيِّدِ البَشَرِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟ أَمَا آنَ الأَوَانُ أَنْ نَتَمَسَّكَ بِكَلامِ مَن قَالَ اللهُ تعالى في حَقِّ لِسانِهِ: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى﴾؟ أَمَا آنَ الأَوَانُ أَنْ نَحْذَرَ من مُخالفةِ أَمْرِ من حَذَّرَنَا اللهُ تعالى من مُخالَفَةِ أَمْرِهِ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم﴾؟ أَمَا آنَ الأَوَانُ لِأَنْ نُطِيعَ من كَانَتْ طَاعَتُهُ هيَ عَيْنَ طَاعَةِ اللهِ تعالى؟ قَالَ تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾. أَمَا آنَ الأَوَانُ لِأَنْ نُطِيعَ مَن كَانَتْ طَاعَتُهُ سَبَبَاً لِدُخُولِ الجَنَّةِ؟ قَالَ تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً﴾. أَمَا آنَ الأَوَانُ لِأَنْ نُطِيعَ من يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى».

قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَمَنْ يَأْبَى؟

قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»؟ رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

 هَلُمُّوا إلى طَاعَةِ المَعْصُومِ:

أيُّها الإخوة الكرام: هَلُمُّوا إلى طَاعَةِ المَعْصُومِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هَلُمُّوا إلى طَاعَةِ مَن كَانَ سَبَبَاً في هِدَايَتِنَا، وَكَانَ سَبَبَاً في غِنَانَا، وَكَانَ سَبَبَاً في جَمْعِنَا، وَكَانَ سَبَبَاً في عِزِّنَا، وَكَانَ سَبَبَاً في سِيَادَتِنَا، فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو الأُمَّةَ لِحِفْظِ اللِّسَانِ، من خِلالِ أَحَادِيثَ شَرِيفَةٍ، منها:

أولاً: مَا أَخْرَجَهُ الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَمَتَ نَجَا».

ثانياً: ومَا أَخْرَجَهُ الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله، مُرْنِي فِي الْإِسْلَامِ بِأَمْرٍ لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَداً بَعْدَكَ.

قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ بِالله، ثُمَّ اسْتَقِمْ».

قَالَ: قُلْتُ: فَمَا أَتَّقِي؟

فَأَوْمَأَ إِلَى لِسَانِهِ.

ثالثاً: ومَا أَخْرَجَهُ الترمذي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَا النَّجَاةُ؟

قَالَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ».

رابعاً: ومَا أَخْرَجَهُ البيهقي عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قال: سُئِلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عن الشَّهادَةِ.

قال: «هل تَرَى الشَّمسَ؟».

قال: نعم.

قال: «على مِثلِهَا فَاشْهَدْ أو دَعْ».

خامساً: ومَا أَخْرَجَهُ الإمام مسلم عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِباً أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ».

وقعُ الأخبارِ في النُّفوسِ:

أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى خَلَقَ الإِنْسَانَ، وَأَسْبَغَ عَلَيهِ نِعَمَهُ الظَّاهِرَةَ والبَاطِنَةَ، وجَعَلَهُ مَسْؤُولاً عَنْهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾. وقَالَ تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم﴾.

وإنَّ النَّاسَ يَتَعَامَلُونَ فِيمَا بَيْنَ بَعْضِهِمُ البَعْضِ بِحَواسِّهِم في هذهِ الأيَّامِ، وصَارَ للأَخْبارِ وَقْعٌ كَبِيرٌ في نُفُوسِهِم، وأَصْبَحَ الخَبَرُ يَنْتَشِرُ بَيْنَ العِبَادِ انِتْشَارَ النَّارِ في الهَشِيمِ، وخَاصَّةً عن طَرِيقِ وَسَائِلِ الإِعْلامِ المَسْمُوعَةِ والمَرْئِيِّةِ والشَّبَكَةِ العَنْكَبُوتِيَّةِ التي امْتَدَّتْ خُيُوطُهَا في أَرْجَاءِ المَعْمُورَةِ.

لقد صَارَ للأخبارِ عن طَرِيقِ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ والشَّبَكَةِ العَنْكَبُوتِيِّةِ من السِّحْرِ والأَثَرِ مَا لا يَتَصَوَّرُهُ عَقْلٌ، فَصَارَ السَّامِعُ يَأُخُذُ بِكُلِّ ما سَمِعَ بِدُونِ رَوِيَّةٍ، كما قَالَ تعالى: ﴿وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ﴾.

وقد اسْتَطَاعَ أَعْدَاءُ الإِسلامِ أن يَسْتَغِلُّوا هذا الأَمْرَ، وَيَجْعَلُوهُ السِّلاحَ الفَتَّاكَ لِتَمْزِيقِ كَيَانِ المُسْلِمِينَ، ومن جملةِ ذلك الكَذِبُ في الأخبارِ.

وقد حَذَّرَ سَيِّدُنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأمَّةَ من الكَذِبِ بِقَوْلِهِ: «إِيَّاكُمْ وَالكَذِبَ، فَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَالفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّاباً» رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الله بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُحذِّراً من عُقُوبَةِ الكَذَّابِينَ في عَالَمِ البَرْزَخِ: «فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ، فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَاهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَاهُ إِلَى قَفَاهُ، قَالَ: ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الجَانِبِ الآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ الأَوَّلُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِهِ المَرَّةَ الأُولَى، قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ».

ثم قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَاهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرَاهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الكَذِبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ».

وَخَبَرٌ وَاحِدٌ يُبَثُّ على أَجْهِزَةِ الإعلامِ بِلَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ يَنْتَشِرُ في أَرْجَاءِ المَعْمُورَةِ وَلَهُ مَا لَهُ من الأَثَرِ السَّلْبِيِّ أو الإِيجَابِيِّ.

وَكَمْ من خَبَرٍ شَاعَ بَيْنَ النَّاسِ، ولاكَتْهُ الأَلْسُنُ، وَمَصْدَرُهُ من رَجُلٍ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ، لا يَرْعَى إلًّا ولا ذِمَّةً، يُزَخْرِفُ القَوْلَ، ويَنْطَبِقُ عَلَيهِ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُون﴾.

كَذِبٌ وتَلْفِيقٌ وتَزْوِيرٌ وتَهْوِيلٌ وتَعْسِيلٌ وَوَعدٌ وَوَعيدٌ وأوهامٌ، هذا يُثبِتُ وذاكَ ينفي، وهذا يُؤكِّدُ وذاكَ يُشَكِّكُ، ويَحْصُلُ التَّضَارُبُ في الأَخْبَارِ، والزِّيَادَةُ والنُّقْصَانُ، حَتَّى يُصْبِحَ الخَبَرُ كَكُرَةِ الثَّلجِ.

يَقُولُ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: خَرَجَ عِنْدَنَا رَجُلٌ بالبَصْرَةِ، فَقَالَ: لَأَكْذِبَنَّ كَذِبَةً يَتَحَدَّثُ بها الوَلِيدُ.

قال الرَّجُلُ ـ الكذَّابُ ـ: فَمَا رَجَعْتُ إلى مَنْزِلِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّها حَقٌّ، لِكَثْرَةِ مَا رَأَيْتُ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ بها.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: اِسْتَحْضِروا قَوْلَ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ» رواه الإمام البخاري عَن المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

والقيلُ والقالُ هوَ أَقَاوِيلُ النَّاسِ بِدُونِ تَثَبُّتٍ وبِدُونِ تَأَنٍّ، وخَاصَّةً مَا لَهُ أَثَرٌ سَلْبِيٌّ على نُفُوسِ النَّاسِ، ولا يُنْقِذُ العَبدَ يَومَ القِيَامَةِ أَنْ يَقُولَ في نِهَايَةِ النَّبأِ: هكذا بَلَغَني ولَسْتُ مُتَأَكِّدَاً، فإذا لَمْ تَتَأَكَّدْ فَلِمَ تُشِيعُ النَّبأَ؟ واللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ﴾. والنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يقولُ: «بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا» رواه أبو داود عَنْ أَبِي قِلابَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

جَاءَ في النِّهَايَة: الزَّعْمُ بِالضَّمِّ وَالفَتْحِ قَرِيبٌ مِنَ الظَّنِّ، أَيْ أَسْوَأُ عَادَةٍ لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَّخِذَ لَفْظَ زَعَمُوا مَرْكَباً إِلَى مَقَاصِدِهِ، فَيُخْبِرَ عَنْ أَمْرٍ تَقْلِيدَاً مِنْ غَيْر تَثَبُّت، فَيُخْطِئَ وَيُجَرَّبَ عَلَيْهِ الكَذِبُ. قَالَهُ المَنَاوِيُّ.

حَتَّى لا نَنْدَمَ يَومَ القِيَامَةِ فَلْنَحْذَرْ من شَرِّ أل

أَلْسِنَتِنَا، ولا نَقُلْ إلا صِدْقَاً، والصِّدْقُ لا يَكُونُ إلا بالتَّثَبُّتِ، وحُسْنِ الظَّنِّ، والتَّأَنِّي، وإلا وَقَعَ العَبدُ تَحْتَ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُون﴾.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ لا يَجْعَلَنَا من النَّادِمِينَ عِنْدَ سَكَراتِ المَوْتِ، ولا في أَرْضِ المَحْشَرِ. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 14/ رمضان/1436هـ، الموافق: 1/تموز / 2015م

 2015-07-01
 888
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  دروس رمضانية

14-03-2024 205 مشاهدة
1-مواساة لأصحاب الأعذار في رمضان

يَا مَنْ أَقْعَدَكُمُ المَرَضُ عَنِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَقُلُوبُكُمْ تَتَلَهَّفُ للصِّيَامِ وَالقِيَامِ، أَبْشِرُوا وَلَا تَحْزَنُوا، فَأَنْتُمْ في نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، مَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ تَتَطَلَّعُ للصِّيَامِ ... المزيد

 14-03-2024
 
 205
26-05-2022 647 مشاهدة
28ـ غزوة بدر وحسرة المشركين

فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ، التي جَسَّدَتْ لَنَا بِوُضُوحٍ تَامٍّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * ... المزيد

 26-05-2022
 
 647
26-05-2022 475 مشاهدة
27ـ غزوة بدر درس عملي لكل ظالم ومظلوم

غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فِيهَا دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لِكُلِّ ظَالِمٍ، وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِ الغَزْوَةِ يَقُولُ لِكُلِّ مَظْلُومٍ: اصْبِرْ وَصَابِرْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، فَالعَاقِبَةُ لَكَ، ... المزيد

 26-05-2022
 
 475
29-04-2022 363 مشاهدة
26ـ غزوة بدر وتواضع القائد

مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى نَتَعَلَّمُ خُلُقَ التَّوَاضُعِ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 363
29-04-2022 745 مشاهدة
25ـ هنيئًا لكم أيها الصائمون القائمون

يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ... المزيد

 29-04-2022
 
 745
29-04-2022 854 مشاهدة
24ـ أقوام عاشوا عيش السعداء

الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 854

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3154
المكتبة الصوتية 4763
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411981549
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :