أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9446 - العرق دساس

01-02-2019 27699 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ العِرْقَ دَسَّاسٌ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9446
 2019-02-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الدَّيْلَمِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَزَوَّجُوا في الحِجْزِ الصَّالِحِ، فَإِنَّ العِرْقَ دَسَّاسٌ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وروى البيهقي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ مَعَادِنُ، وَالعِرْقُ دَسَّاسٌ، وَأَدَبُ السُّوءِ كَعِرْقِ السُّوءِ» وَهُوَ كَذَلِكَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وَجَاءَ في جَامِعِ الأَحَادِيثِ: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، فَإِنَّ النِّسَاءَ يَلِدْنَ أَشْبَاهَ إِخْوَانِهِنَّ وَأَخَوَاتِهِنَّ. أَخْرَجَهُ ابْنُ عدي. وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وَقَالُوا في المَثَلِ: كَادَتِ المَرْأَةُ أَنْ تَلِدَ أَخَاهَا.

وروى القضاعي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ».

فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟

قَالَ: «المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ فِي المَنْبَتِ السُّوءِ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

هَذِهِ الأَحَادِيثُ الضَّعِيفَةُ كُلُّهَا تُشِيرُ إلى انْتِقَاءِ المَرْأَةِ الصَّالِحَةِ، التي نَشَأَتْ في بَيْتٍ صَالِحٍ، وَرُبِّيَتْ عَلَى الصَّلَاحِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ».

وَحَذَّرَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الزَّوَاجِ مِنْ غَيْرِ صَاحِبَةِ الدِّينِ وَالخُلُقِ، لِأَنَّ هَذَا يَضُرُّ الزَّوْجَ وَذُرِّيَّتَهُ، روى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ، فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ، وَلَا تَزَوَّجُوهُنَّ لِأَمْوَالِهِنَّ، فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ، وَلَكِنْ تَزَوَّجُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، وَلَأَمَةٌ خَرْمَاءُ سَوْدَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ».

جَاءَ في عُيُونِ الأَخْبَارِ: عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: مَا رَفَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ بَعْدَ الإِيمَانِ بِاللهِ بِمِثْلِ مَنْكَحِ صِدْقٍ، وَلَا وَضَعَ نَفْسَهُ بَعْدَ الكُفْرِ بِمِثْلِ مَنْكَحِ سُوءٍ.

وَيَقُولُ الشَّاعِرُ:

وَلَيْسَ النَّبْتُ يَنْبُتُ في جِنَانٍ   ***   كَـمِثْلِ النَّبْتِ يَنْبُتُ في الفَلَاةِ

وَهَـلْ يُـرْجَى لِأَطْفَالٍ كَمَالٌ   ***   إِذَا ارْتَضَعُوا ثُدِيَ النَّاقِصَاتِ

وَيَقُولُ آخَرُ:

وَخَيْرُ النِّسَا مَنْ سَرَّتِ الزَّوْجَ مَنْظَرَا   ***   وَمَنْ حَـفِـظَتْهُ في مَغِيبٍ وَمَشْهَدِ

قَـصِـيرَةُ أَلْـفَـاظٍ قَـصِـيرَةُ بَـيْـتِــهَا   ***   قَصِيرَةُ طَرْفِ العَيْنِ عَنْ كُلِّ أَبْعَدِ

عَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَظْفَرُ بِــالمُنَى الـ   ***   وَدُودِ الوَلُودِ الأَصْلِ ذَاتِ التَّعَبُّدِ

وَيَقُولُ آخَرُ:

سَعَادَةُ المَرْءِ في خَمْسٍ إِذَا اجْتَمَعَتْ   ***   صَلَاحُ جِيرَانِهِ وَالبِرُّ في وَلَـدِهِ

وَزَوَجْـةٌ حَـسُنَتْ أَخْلَاقُهَا، وَكَذَا   ***   خِلٌّ وَفِيٌّ، وَرِزْقُ المَرْءِ في بَلَدِهِ

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالحَدِيثُ ضَعِيفٌ، وَلَكِنْ فِيهِ تَوْجِيهٌ لِانْتِقَاءِ المَرْأَةِ الصَّالِحَةِ مِنَ الأُسْرَةِ الصَّالِحَةِ، لِأَنَّ المَرأَةَ كَادَتْ أَنْ تَلِدَ أَخَاهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
27699 مشاهدة