أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7914 - مضاعفة الأجر في المسجد الحرام أم في مكة؟

22-03-2017 1650 مشاهدة
 السؤال :
هل مضاعفة أجر الصلاة في المسجد الحرام مقصورة على المسجد الحرام أم في مكة كلها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7914
 2017-03-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ ثَبَتَ تَضْعِيفُ أَجْرِ الصَّلَاةِ في المَسْجِدِ الحَرَامِ، روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ».

وَقَدْ ذَكَرَ الفُقَهَاءُ أَنَّ حُرْمَةَ مَكَّةَ كَالمَسْجِدِ الحَرَامِ في المُضَاعَفَةِ المَذْكُورَةِ، بِنَاءً عَلَى أَنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ في الحَدِيثِ المُرَادُ بِهِ جَمِيعُ الحَرَمِ، وَيتَأَيَّدُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ﴾. وَقَوْلِهِ تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلَاً مِنَ المَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾. وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ بَيْتِ أُمِّ هَانِئٍ.

وَقِيلَ بِأَنَّ المُرَادَ بِهِ المَسْجِدُ الحَرَامُ الذي يَحْرُمُ عَلَى الجُنُبِ الإِقَامَةُ فِيهِ.

وبناء على ذلك:

فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ مِنَ الحَنَفِيَّةِ وَالمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ إلى أَنَّ المُضَاعَفَةَ تَعُمُّ جَمِيعَ حَرَمِ مَكَّةَ.

قَالَ عَطَاءٌ: فَكَأَنَّهُ مِائَةُ أَلْفٍ؛ قَال: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، هَذَا الْفَضْلُ الَّذِي يُذْكَرُ فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحْدَهُ أَوْ فِي الْحَرَمِ؟

قَال: بَل فِي الْحَرَمِ، فَإِنَّ الْحَرَمَ كُلَّهُ مَسْجِدٌ.

وَقَال ابْنُ مُفْلِحٍ: ظَاهِرُ كَلَامِهِمْ فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنَّهُ نَفْسُ المَسْجِدِ، وَمَعَ هَذَا فَالْحَرَمُ أَفْضَلُ مِنَ الْحِلِّ، فَالصَّلَاةُ فِيهِ أَفْضَلُ.

وَقَالَ بَعْضُ الفُقَهَاءِ بِأَنَّ هَذَا التَّضْعِيفَ يَقْتَصِرُ عَلَى المَسْجِدِ الحَرَامِ الذي يَحْرُمُ عَلَى الجُنُبِ دُخُولُهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1650 مشاهدة