أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5995 - صلاة قيام الليل وصلاة التهجد

02-11-2013 10538 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الفارق بين صلاة قيام الليل وصلاة التهجد؟ وكم عدد ركعاتهما؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5995
 2013-11-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: صَلاةُ قِيامِ اللَّيلِ هيَ الصَّلاةُ النَّافِلَةُ التي تَكونُ قَبلَ النَّومِ وبَعدَ صَلاةِ العِشاءِ، أمَّا صَلاةُ التَّهَجُّدِ فهيَ الصَّلاةُ النَّافِلَةُ التي تَكونُ في اللَّيلِ بَعدَ النَّومِ.

ويُؤَيِّدُ هذا ما روى الطبراني في الكبير عَنِ الْحَجَّاجِ بن عَمْرِو بن غَزِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: يَحْسَبُ أَحَدُكُمْ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ أَنَّهُ قَدْ تَهَجَّدَ، إِنَّمَا التَّهَجُّدُ: الْمَرْءُ يُصَلِّي الصَّلاةَ بَعْدَ رَقْدَةٍ، ثُمَّ الصَّلاةَ بَعْدَ رَقْدَةٍ، وَتِلْكَ كَانَتْ صَلاةَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وصَلاةُ قِيامِ اللَّيلِ والتَّهَجُّدِ سُنَّةٌ، لِقَولِهِ تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً﴾.

ولِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وهوَ قُرْبَةٌ لَكُم إِلَى رَبِّكُم، ومُكَفِّرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ عَن الْإِثْمِ» رواه الحاكم عن أبي أمامَةَ الباهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ الله الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ».

وهذا يَشمَلُ صَلاةَ قَيامِ اللَّيلِ، وصَلاةَ التَّهَجُّدِ.

ثانياً: أمَّا عَدَدُ رَكَعاتِ صَلاةِ قِيامِ اللَّيلِ فَأَقَلُّها رَكعَتانِ، وأكثَرُها ثَمانِي رَكَعات عِندَ الحَنَفِيَّةِ، ولا حَصرَ لِعَدَدِها عِندَ الشَّافِعِيَّةِ.

أمَّا عَدَدُ رَكَعاتِ صَلاةِ التَّهَجُّدِ، فقد اتَّفَقَ الفُقَهاءُ على أنَّ أقَلَّها رَكعَتانِ خَفيفَتانِ، لِحَديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِن اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ» رواه الإمام مسلم.

وأكثَرُها عِندَ الحَنَفِيَّةِ ثَماني رَكَعات، وعِندَ المالِكِيَّةِ أكثَرُها عَشرُ رَكَعات، أو اثنَتا عَشرَةَ رَكعَةٍ، وعِندَ الشَّافِعِيَّةِ والحَنابِلَةِ لا حَصرَ لِعَدَدِ رَكَعاتِهِا، لِحَديثِ أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: فَمَا الصَّلَاةُ؟

قَالَ: «خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، فَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ، وَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ» رواه الإمام أحمد والحاكم. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10538 مشاهدة