أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4446 - قيام الطلاب للمدرِّس في الصف

21-11-2011 30137 مشاهدة
 السؤال :
هل يجب شرعاً على الطلاب القيام للمدرِّس إذا دخل الصف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4446
 2011-11-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد أخرج الإمام أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلاًّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مِنْ فَاطِمَةَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهَا، كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا، فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ؛ وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ، فَقَبَّلَتْهُ، وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا).

وأخرج أبو داود (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كَانَ جَالِسًا فَأَقْبَلَ أَبُوهُ مِنْ الرَّضَاعَةِ، فَوَضَعَ لَهُ بَعْضَ ثَوْبِهِ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ أُمُّهُ مِنْ الرَّضَاعَةِ فَوَضَعَ لَهَا شِقَّ ثَوْبِهِ مِنْ جَانِبِهِ الآخَرِ فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ أَخُوهُ مِنْ الرَّضَاعَةِ فَقَامَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يَجْلِسُ مَعَنَا فِي الْمَجْلِسِ يُحَدِّثُنَا، فَإِذَا قَامَ قُمْنَا قِيَامًا حَتَّى نَرَاهُ قَدْ دَخَلَ بَعْضَ بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ) رواه أبو داود.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (لَمَّا نَزَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ ـ هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ ـ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهُ، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ) رواه البخاري ومسلم.

وبناء على ذلك:

فقد ذكر الفقهاء بأن قيام الرجل لوالديه، أو لرجل صالح، أو للمعلِّم عند قدومه جائز شرعاً، بل قد يكون مستحبّاً إذا قصد القائم احترام وتعظيم القادم عليه.

وقد ورد عن الإمام النووي رحمه الله تعالى أنه قال في مقدِّمة رسالته المسماة: الترخيص بالقيام لذوي الفضل والمزية من أهل الإسلام:

أما بعد: فإن الله تعالى أمر باللطف بالمسلمين، وإكرامِ أهل العلم والورع والدين، فقال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين}، قال: ومن اللطف بهم والإكرام أن يُحترَموا بإلانة القول لهم، والقيام، لا على طريق الرياء والإعظام، بل على ما ذكرناه من التكريم والاحترام.

قال: وعلى هذا استمرَّ ما لا يُحصى من علماء الإسلام وأهل الصلاح والورع وغيرهم من الأمثال الأعلام. اهـ.

ورحم الله شوقي عندما قال:

قم للمعلِّم وفِّه التبجيلا *** كاد المعلِّم أن يكون رسولاً

هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
30137 مشاهدة