أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1454 - حكم الذهاب إلى العرافين والكهنة

14-10-2008 84949 مشاهدة
 السؤال :
كثرت في حارتي زيارات النساء لامرأة تدعي علم الغيب ومعرفة أماكن الأشياء الضائعة والقدرة على تحديد مكانها وأصبح منزلها كأنه مزار يصطف الناس حوله وقت الصلوات وخاصة صلاة الجمعة ولله المشتكى. ترجو من فضيلتكم توجيهنا إلى طريقة نؤثر فيها على هؤلاء الناس الذين اعتادوا الزيارات دائماً في كل وقت و حين.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1454
 2008-10-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فأولاً: يجب عليكم أن تُذَكِّروا هذه المرأة بتقوى الله تعالى، وتحذِّروها من جريمة الكذب والافتراء على الله تعالى في اطِّلاعها على علم الغيب، وتحذِّروها من جريمة الكهانة أو السحر أو الشعوذة، لأن هذه من الكبائر، ويُخشى على صاحبها من سلب الإيمان والعياذ بالله تعالى.

ثانياً: يجب عليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للإخوة الزائرين لهذه المرأة، وتذكِّروهم بأمثال قول الله عز وجل: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}. ومثل قوله تعالى: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء الله وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون}.

وبقول النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا ابن عباس رضي الله عنهما: (يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِالله، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) رواه الترمذي

وبقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه أحمد.

وذكِّروهم بعد ذلك بأنه لو صحَّ قولُ أمثال هذه المرأة لما رأينا جريمةً خفيَّةً إلا وعُرِف صاحبها، ولا سرقة إلا وعرف السارق.

ذكِّروهم بالأحكام الشرعية بأن الذهاب إلى هذه المرأة وأمثالها لا يجوز شرعاً، لأن الله تعالى يقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}. يجب الاحتكام إلى الشرع في حال الاتهام والظنون في بعضنا البعض، وأن يطبق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ) رواه الترمذي.

أما الذهاب إلى أمثال هذه المرأة فإنه مفضٍ إلى النزاع بين الناس، وسوءِ الظن فيما بين بعضهم البعض، مما يؤدي إلى الشقاق والتنازع، وربما أن يصل إلى حد ارتكاب الجرائم.

ثالثاً: أن يكون أمركم لها وللزائرين بطريق حسن بدون فظاظة ولا غلاظة، ولا تكفير ولا تفسيق، وتذكَّروا قول الله تعالى لسيدنا موسى ولسيدنا هارون عليهما السلام عندما أرسلهما إلى فرعون: {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.

رابعاً: إذا لم تفلحوا لا قدَّر الله بالأسلوب الحسن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحذِّروا هذه المرأة من رفع شكاية عليها لأهل الشأن في هذا الموضوع، فإن استجابت فبها ونعمت، وإلا فارفعوا أمرها للجهات المختصة، وبعد ذلك فوِّضوا أموركم وأمرها إلى الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
84949 مشاهدة