أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8703 - لا تنسى أبداً سلبياتي

27-02-2018 1594 مشاهدة
 السؤال :
زوجتي لا تنسى أبداً تقصيري وسلبياتي سابقاً، وفي كل فترة تذكرني بذلك، مع أني أقوم بتقديم كل ما تريده من حياة كريمة، ولا أقصر معها، فبماذا تنصحها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8703
 2018-02-27

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: اثنَتَانِ لَا تَذْكُرْهُمَا أَبَدَاً، إِحْسَانَكَ إلى النَّاسِ، وَإِسَاءَةَ النَّاسِ إِلَيْكَ، وَاثْنَتَانَ لَا تَنْسَهُمَا أَبَدَاً، إِحْسَانَ النَّاسِ إِلَيْكَ، وَإِسَاءَتَكَ للنَّاسِ.

فَعَلَى هَذِهِ المَرْأَةِ أَنْ تَتَذَكَّرَ هَذِهِ الحِكْمَةَ إِذَا أَرَادَتْ حَيَاةً كَرِيمَةً؛ هَذَا أَوَّلَاً.

ثانياً: يَجِبُ عَلَى هَذِهِ المَرْأَةِ أَنْ لَا تَكُونَ عَوْنَاً للشَّيْطَانِ عَلَى زَوْجِهَا، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَكُونُوا عَوْنَاً لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ».

ثالثاً: أَيْنَ هَذِهِ الزَّوْجَةُ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾؟

وَأَيْنَ هِيَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾؟

وَأَيْنَ هِيَ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»؟ رواه الترمذي عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

مِنَ الوَاجِبِ عَلَى هَذِهِ الزَّوْجَةِ أَنْ تَكُونَ عَوْنَاً لِزَوْجِهَا عَلَى مُعَاشَرَتِهَا بِالمَعْرُوفِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ أَخْلَاقِهَا الحَسَنَةِ، وَأَنْ لَا تَكُونَ لَئِيمَةً، فَالإِنْسَانُ اللَّئِيمُ هُوَ الذي لَا يَنْسَى الإِسَاءَةَ.

وَالمَرْأَةُ المُسْلِمَةُ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ لَئِيمَةً.

وبناء على ذلك:

فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المَرْأَةُ حَرِيصَةً عَلَى دُخُولِ الجَنَّةِ، فَلْتَكُنْ حَرِيصَةً عَلَى رِضَا زَوْجِهَا، وَمِنْ رِضَاهُ أَنْ لَا تُذَكِّرَهُ بِتَقْصِيرِهِ وَإِسَاءَتِهِ السَّابِقَةِ، وَأَنْ لَا تَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِ اللِّئَامِ الذينَ يَقُولُونَ: الأَسَى لَا يُنْسَى.

لِتَتَعَلَّمِ الأَخْلَاقَ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ إِخْوَتِهِ، وَمِنْ أَخْلَاقِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِذًلِكَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1594 مشاهدة