أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8314 - ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾

22-09-2017 3210 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8314
 2017-09-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ قَالَ اللهُ تعالى في كَيْدِ النِّسَاءِ: ﴿إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾.

وَقَالَ تعالى في حَقِّ الشَّيْطَانِ: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفَاً﴾.

وَالمَرْأَةُ بِشَكْلٍ عَامٍّ كَيْدُهَا عَظِيمٌ، وَإِذَا كَانَ كَيْدُهَا عَظِيمَاً فَضَعْفُهَا كَذَلِكَ عَظِيمٌ، وَكَذَلِكَ كَيْدُ الشَّيْطَانِ، فَصَاحِبُ الكَيْدِ ضَعِيفٌ، وَلَوْلَا ضَعْفُهُ لَمَا كَانَ يَكِيدُ.

وَقَالُوا قَدِيمَاً: إِيَّاكَ أَنْ يَمْلِكَكَ الضَّعِيفُ، لِأَنَّهُ إِذَا تَمَكَّنَ مِنْكَ، وَوَاتَتْهُ الفُرْصَةُ فَلَنْ يَدَعَكَ تُفْلِتُ مِنْهُ، لِعِلْمِهِ بِضَعْفِهِ، وَلأَنَّهُ قَدْ لَا تُتَاحُ لَهُ فُرْصَةٌ ثَانِيَةٌ، لِذَا يَكُونُ ضَرْبُهُ كَضَرْبِ الجَبَانِ.

وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ في حَقِّ المَرْأَةِ:

وَضَعِيفَةٌ فَإِذَا أَصَابَتْ فُرْصَةً   ***   قَتَلَتْ، كَذَلِكَ قُدْرَةُ الضُّعَفَاءِ

وبناء على ذلك:

فَكَيْدُ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ بِشَكْلٍ عَامٍّ؛ يَقُولُ الإِمَامُ القُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَإِنَّمَا قَالَ: ﴿عَظِيمٌ﴾. لِعِظَمِ فِتْنَتِهِنَّ وَاحْتِيَالِهِنَّ في التَّخَلُّصِ مِنْ وَرْطَتِهِنَّ. اهـ.

كَيْدُ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، لِأَنَّ كَيْدَهُنَّ مُوَاجَهَةٌ وَعَيَانٌ، وَكَيْدُ الشَّيْطَانِ وَسْوَسَةٌ وَخَيَالٌ.

كَيْدُ النِّسَاءِ عَظِيمٌ إِذَا قُوبِلَ بِكَيْدِ الرِّجَالِ، وَأَمَّا كَيْدُ الشَّيْطَانِ فَضَعِيفٌ بِالنِّسْبَةِ إلى مَا يُرِيدُ اللهُ تعالى إِمْضَاءَهُ وَتَنْفِيذَهُ.

وَمِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ كَيْدَ النِّسَاءِ عَظِيمٌ بِشَكْلٍ عَامٍّ، قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيُؤَكِّدُ ذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» رواه الشيخان عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَالكَلَامُ في كَيْدِ النِّسَاءِ وَإِنْ كَانَ مِنْ كَلَامِ عَزِيزِ مِصْرَ، إِلَّا أَنَّهُ مُؤَكَّدٌ في الأَحَادِيثِ الـشَّرِيفَةِ التي ذُكِرَتْ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3210 مشاهدة