أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

277 - أدركته الوفاة قبل سداد دينه

02-05-2007 9587 مشاهدة
 السؤال :
 2007-04-15
رجل استدان مبلغاً من المال، وكان ناوياً أن يسدد هذا الدين قبل وفاته، ولكن أدركته المنية قبل سداد دينه، ولم تقم الورثة بسداد هذا الدين، فهل يكون هذا العبد محجوباً عن رحمة الله تعالى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 277
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ». رواه البخاري. فَالمُسْتَدِينُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ صَادِقَ النِّيَّةِ في سَدَادِ دَيْنِهِ، وَاللهُ يَنْظُرُ إلى القُلُوبِ.

ثانياً: يَجِبُ عَلَى المُسْتَدِينِ أَنْ يُوَثِّقَ هَذَا الدَّيْنَ لِأَصْحَابِهِ، وَذَلِكَ بِكِتَابَتِهِ في وَصِيَّتَهُ، وَيُؤَكِّدُ هَذَا عَلَى الوَصِيِّ أَو الوَرَثَةِ.

ثالثاً: يُنْدَبُ للمُسْتَدِينِ أَنْ يُشْهِدَ رَجُلَيْنِ عَلَى هَذَا الدَّيْنِ.

فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَأَدْرَكَتْهُ مَنِيَّتُهُ فَالمَرْجُوُّ أَنْ يَتَحَمَّلَ اللهُ عَنْهُ تَبِعَاتِ هَذِهِ الدُّيُونِ، وَلَمْ يُنْقَصْ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، وَلَنْ يَكُونَ مَحْجُوبَاً عَنْ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَالوَاجِبُ عَلَى الوَرَثَةِ أَنْ يُسَدِّدُوا دُيُونَ مُوَرِّثِهِمْ قَبْلَ تَقْسِيمِ التَّرِكَةِ، لِأَنَّ الدَّيْنَ مُتَعَلِّقٌ بِرَقَبَةِ المَيْتِ وَعَيْنِ التَّرِكَةِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «نَفْسُ المُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ» رواه الحاكم.

فَإِذَا لَمْ يَفْعَلِ الوَرَثَةُ هَذَا، وَكَانَ مُوَرِّثُهُمْ مُوَثِّقَاً الدُّيُونَ المُتَرَتِّبَةَ عَلَيْهِ، فَالإِثْمُ عَلَيْهِمْ لَا عَلَيْهِ، وَهُمْ في هَذِهِ الحَالَةِ أَكَلُوا أَمْوَالَ الآخَرِينَ بِالبَاطِلِ وَالعِيَاذُ بِاللِه تعالى مِنْ ذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9587 مشاهدة