أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8348 - صلاة البردين

10-10-2017 2165 مشاهدة
 السؤال :
ما هو المقصود بصلاة البردين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8348
 2017-10-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الشيخان عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ».

وَالبَرْدَانِ هُمَا الصُّبْحُ وَالعَصْرُ، لِوُقُوعِهِمَا في أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرِهِ.

وَالمَقْصُودُ مِنْ ذَلِكَ الحَثُّ عَلَى المُحَافَظَةِ عَلَيْهِمَا، فَهُمَا الوَقْتَانِ اللَّذَانِ تَتَبَادَل فِيهِمَا مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ».

وبناء على ذلك:

فَالمَقْصُودُ بِصَلَاةِ البَرْدَيْنِ الصُّبْحُ وَالعَصْرُ، وَلَيْسَ المُرَادُ أَنْ يُصَلِّيَهُمَا العَبْدُ لَو مَرَّةً وَاحِدَةً، بَلِ المُرَادُ التَّأْكِيدُ عَلَى المُحَافَظَةِ عَلَيْهِمَا، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾.

وَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا حَافَظَ عَلَى غَيْرِهَا مِنْ بَابِ أَوْلَى، لِأَنَّ النَّفْسَ تَمِيلُ إلى النَّوْمِ في وَقْتِ الصُّبْحِ وَالعَصْرِ، وَمِمَّا جَاءَ في التَّأْكِيدِ عَلَى هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ الحَدِيثُ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» (يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ).

وَفِي رِوَايَةٍ للإمام البخاري عَنْ أَبِي المَلِيحِ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بِصَلاَةِ العَصْرِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الـعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ».

وَفِي رِوَايَةٍ للشيخين عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ (مَعْنَاهُ: انْتُزِعَ مِنْهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ)». هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2165 مشاهدة