أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

331 - وقع في الفاحشة وهو الآن نادم عليها

02-05-2007 342 مشاهدة
 السؤال :
شاب في مقتبل العمر، أغراه الشيطان فوقع في فاحشة من الفواحش، وهو الآن نادم على ما فعل، يسأل: لو تاب إلى الله تعالى هل يقبل الله عز وجل توبته؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 331
 2007-05-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَالَ اللهُ تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

وَقَالَ تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.

وَقَدْ جَاءَ في الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟

قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدَّاً وَهُوَ خَلَقَكَ».

قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟

قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ».

قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟

قَالَ: «أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ».

فَأَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهَاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامَاً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانَاً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلَاً صَالِحَاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾.

وَأَنَا أُهَنِّئُ هَذَا الشَّابَّ بِتَوْبَتِهِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأُحَذِّرُهُ مِنَ القُنُوطِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا كَانَ صَادِقَاً في تَوْبَتِهِ، وَأَنْصَحُهُ بِكَثْرَةِ الاسْتِغْفَارِ، لِأَنَّهُ وَرَدَ في صَحِيحِ البُخَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ».

فَحَافِظْ يَا أَخِي عَلَى الاسْتِغْفَارِ، وَاجْعَلْهُ في كُلِّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، هذا أولاً.

ثانياً: أَكْثِرْ مِنَ الصَّدَقَةِ بَعْدَ المَعْصِيَةِ عَلَى قَدْرِ الاسْتِطَاعَةِ، لما وَرَدَ في البخاري أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمْرَةٍ».

وَرَوَى الترمذي عَنْ سَيِّدِنَا مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ».

ثالثاً: حَافِظْ عَلَى الوُضُوءِ، وَكَثْرَةِ الذَّهَابِ إلى المَسْجِدِ، لِمَا وَرَدَ في صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ سَيِّدِنَا أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟».

قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ.

قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ».

رابعاً: اتْرُكْ قُرَنَاءَ السُّوءِ حَتَّى لَا تَنْدَمَ، لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلَاً * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانَاً خَلِيلَاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولَاً﴾.

قَرِينُ السُّوءِ نَادِمٌ لَا مَحَالَةَ عَاجِلَاً أَمْ آجِلَاً، فَاحْذَرْ قُرَنَاءَ السُّوءِ، وَعَلَيْكَ بِصُحْبَةِ الأَخْيَارِ.

وَنَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُلْهِمَنَا جَمِيعَاً التَّوْبَةَ الصَّادِقَةَ النَّصُوحَ. آمين آمين آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
342 مشاهدة
الملف المرفق