أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8567 - «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ»

18-12-2017 7987 مشاهدة
 السؤال :
ما هو سبب قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لأحدهم: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8567
 2017-12-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ روى ابن ماجه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلَاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالَاً وَوَلَدَاً، وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي.

فَقَالَ: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ».

قَالَ ابْنُ رَسْلَانَ: اللَّامُ لِلْإِبَاحَةِ لَا لِلتَّمْلِيكِ، فَإِنَّ مَالَ الْوَلَدِ لَهُ، وَزَكَاتَهُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَوْرُوثٌ عَنْهُ.

وروى الطَّبَرَانِيُّ في المُعْجَمِ الصَّغِيرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَخَذَ مَالِي.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: «اذْهَبْ فَأْتِنِي بِأَبِيكَ».

فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: إِذَا جَاءَكَ الشَّيْخُ، فَسَلْهُ عَنْ شَيْءٍ قَالَهُ فِي نَفْسِهِ مَا سَمِعَتْهُ أُذُنَاهُ».

فَلَمَّا جَاءَ الشَّيْخُ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَالُ ابْنِكَ يَشْكُوكَ، أَتُرِيدُ أَنْ تَأْخُذَ مَالَهُ؟».

فَقَالَ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ أَنْفَقْتُهُ إِلَّا عَلَى عَمَّاتِهِ أَوْ خَالَاتِهِ أَوْ عَلَى نَفْسِي؟

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِيهِ، دَعْنَا مِنْ هَذَا أَخْبِرْنَا عَنْ شَيْءٍ قُلْتَهُ فِي نَفْسِكَ مَا سَمِعَتْهُ أُذُنَاكَ».

فَقَالَ الشَّيْخُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَزَالُ اللهُ يَزِيدُنَا بِكَ يَقِينَاً، لَقَدْ قُلْتُ فِي نَفْسِي شَيْئَاً مَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ.

فَقَالَ: «قُلْ، وَأَنَا أَسْمَعُ».

قَالَ: قُلْتُ:

غَـذَوْتُـكَ مَـوْلُودَاً وَمُنْتُكَ يَافِعَاً    ***   تُـعَلُّ بِمَا أَجْنِي عَلَيْكَ وَتَنْهَلُ

إِذَا لَيْلَةٌ ضَافَـتْـكَ بِالسُّقْمِ لَمْ أَبِتْ   ***   لِـــسُقْمِكَ إِلَّا سَاهِرَاً أَتَمَلْمَلُ

كَأَنِّي أَنَا الْمْـطَـرُوقُ دُونَكَ بِالَّذِي   ***   طُـرِقْتَ بِهِ دُونِي فَعَيْنَايَ تَهْمُلُ

تَخَافُ الـرَّدَى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإِنَّهَا   ***   لَتَعْـلَـمُ أَنَّ المَوْتَ وَقْتٌ مُؤَجَّلُ

فَلَمَّا بَـلَـغْـتَ السِّنَّ وَالْغَايَةَ الَّتِي   ***   إِلَيْهَا مَـدَى مَا فِيكَ كُنْتُ أُؤَمِّلُ

جَعَلْتَ جَـزَائِـي غِلْظَةً وَفَظَاظَةً   ***   كَأَنَّكَ أَنْتَ المُنْـعِـمُ المُتَـفَـضِّـلُ

فَـلَـيْـتَكَ إِذْ لَمْ تَـرْعَ حَـقَّ أُبُـوَّتِي   ***   فَعَلْتَ كَمَا الْجَارُ المُجَاوِرُ يَفْعَــلُ

تَـرَاهُ مُـعَـدَّاً لِلْـخِـلَافِ كَـــأَنَّهُ   ***   بِرَدٍّ عَلَى أَهْلِ الصَّوَابِ مُوَكَّــلُ

قَالَ: فَحِينَئِذٍ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِتَلَابِيبِ ابْنِهِ، وَقَالَ: «أَنْتَ وَمَالُكُ لِأَبِيكَ» وَهَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وبناء على ذلك:

فَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتَ وَمَالُكُ لِأَبِيكَ». هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ؛ وَأَمَّا سَبَبُ وُرُودِهِ كَمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
7987 مشاهدة