أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4154 - عمل المحاسب في شركة تتعامل بالربا

14-08-2011 22453 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب محاسب، وأعمل في مصنع، وصاحب المصنع يودع أمواله في البنك الربوي، ويأخذ النسب الربوية على أمواله، وهذا يدفعني لتسجيل هذه الفوائد في الحسابات الواردة، فهل أكون بذلك آثماً ودخلي حرام؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4154
 2011-08-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: جاء في الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ) رواه مسلم.

ثانياً: وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلا أَكَلَ الرِّبَا، فَإِنْ لَمْ يَأْكُلْهُ أَصَابَهُ مِنْ بُخَارِهِ) وفي رواية: (مِنْ غُبَارِهِ) رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه.

ثالثاً: العمل في البنوك الربوية ـ وخاصة المحاسبة والكتابة فيها أ لا يجوز شرعاً.

وبناء على ذلك:

فعملك في المصنع الذي يودع صاحبُه أمواله في البنوك الربوية، ويأخذ عليها الفوائد الربوية، من حيث الفتوى لا حرج عليك، لأن الإثم على صاحب المصنع الذي يأكل الربا.

وأما من حيث عملك في المحاسبة عنده لمعاملاته الربوية ـ إضافة إلى سائر عملك ـ ففيه إشكال من الناحية الشرعية، حيث تندرج تحت قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (وَكَاتِبَهُ)، والمحاسب كاتب.

أما من حيث دخلك فصارت فيه شبهة.

وأنا أنصحك بالبحث عن مكان آخر للعمل فيه، وأرجو الله تعالى أن يسامحنا ويسامح صاحب المصنع الذي أسبغ الله تعالى عليه نعمه، فأودع نعمة المال في البنوك الربوية، وأخذ عليها الفوائد الربوية، وليتذكر صاحب المصنع قول الله تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا}، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُون}. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
22453 مشاهدة