أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1929 - تتمة كيفية أداء العمرة

01-04-2009 13162 مشاهدة
 السؤال :
أريد معرفة أداء مناسك العمرة كاملة، وجزيتم خيراً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1929
 2009-04-01

صلاة الطواف ودعاؤها:

أ ـ اختم طوافك باستلام الحجر الأسود (أو الإشارة إليه)، ثم ائت مقام إبراهيم واجعله بينك وبين الكعبة، أو قف حيث تيسَّر إن وجدت زحاماً، وصلِّ ركعتي الطواف لتزداد تقرُّباً إلى الله، فإنَّه المقصود الأعظم، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، واقرأ في الركعة الأولى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون}. وفي الثانية: {قُلْ هُوَ الله أَحَد}.

ب ـ فإذا فرغت فادع بما تحب، ومن المنقول فيه:

(اللهم أنا عبدك وابن عبدك، أتيتك بذنوب كثيرة وأعمال سيئة، وهذا مقام العائذ بك من النار، فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم).

(اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فأعطني سُؤلي، وتعلم ما عندي فاغفر ذُنوبي، اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي، ويقيناً صادقاً حتى أَعلَمَ أنَّه لن يصيبني إلا ما كتبتَ عليَّ، ورضِّني بما قسمتَ لي).

دعاء ماء زمزم:

ويستحب أن تأتي زمزم قبل الخروج إلى الصفا، فتشرب منها، اتباعاً لسنته صلى الله عليه وسلم، ولما ورد في ذلك من الفضل عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ماءُ زَمْزَم لِما شُرِبَ له) رواه ابن ماجه عن جابر رضي الله عنه.

فاشرب منه حتى تتضلَّع، أي تمتلئ أضلاعك. وادْعُ عند شربه بما تحب، فإنه من مواطن الإجابة، ومن المأثور فيه: (اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً، وشِفاءً من كل داء) رواه الحاكم.

دعاء الملتزم:

ويستحب أن تلتزم الملتزم، وهو الجدار بين الحجر الأسود وباب الكعبة المشرَّفة، اقتداءً به صلى الله عليه وسلم.

والتزامه أن تتشبَّث به فتضع عليه صدرك وخدك الأيمن، ويديك وكفيك مبسوطتين قائمتين، فقف هذا الموقف متذلِّلاً مستجيراً بربِّ البيت، فتلك هيئة اللائذ المستأمن من المخاوف، وهذا موضع يستجاب فيه الدعاء.

ومن المأثور عن العلماء:

(اللهم لك الحمد حمداً يوافي نعمك، ويكافئ مزيدك، أحمدك بجميع محامدك ما علمت منها وما لم أعلم، على جميع نعمك ما علمت منها وما لم أعلم، وعلى كل حال، اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، اللهم أعذني من الشيطان الرجيم، وأعذني من كلِّ سوء، وقنِّعني بما رزقتني وبارك لي فيه، اللهم اجعلني من أكرم وفدك عليك، وألزمني سبيل الاستقامة حتى ألقاك يا رب العالمين).

السعي بين الصفا والمروة

أ ـ ثمَّ عليك أن تسعى بين الصفا والمروة، فافعل ما سبق في حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنْ الصَّفَا قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيم}.

(أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ، فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ .. ) رواه مسلم.

وتذكَّر سعي السيدة هاجر أم نبي الله إسماعيل عليهما السلام، واعتبر بأن العبد إذا أطاع مولاه واستسلم لأمره نال الرضا، وأعطاه الله ما يرجوه من الخيرات، وأنَّك بهذا السعي تزيل ما بك من العلل لتفوز بالصفا.

وكلما وصلت بين الميلين (العمودين) الأخضرين بجدار المسعى فأسرع ما استطعت، واستشعر أنَّك تفرُّ إلى ربِّك، لقوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى الله}.

ثمَّ بعد الميلين امشِ المشيَ المعتاد، حتى إذا بلغت المروة فاقرأ الآية: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيم}. واصعد إليها واذكر الله بمثل ما صنعت على الصفا، وهذا شوط واحد، فأتمَّ سبعة أشواط يبدأ أولها بالصفا، وينتهي آخرها بالمروة، تحتسب الذهاب شوطاً والإياب شوطاً.

ب ـ أدعية السعي:

وقل على الصفا وعلى المروة أيضاً اتباعاً للسنة: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. (ثلاث مرات).

اللهم إنك قلت : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وإنك لا تخلف الميعاد، وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم).

ويسن أن تطيل القيام على الصفا وعلى المروة، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وتدعو.

وقل عند هبوطك من الصفا في كل شوط: (اللهم استعملني بسنة نبيك، وتوفَّني على ملَّته، وأعذني من مُضِلات الفتن، برحمتك يا أرحم الرحمين) رواه البيهقي عن ابن عمر أنه كان يدعو به بمعناه.

وقل في السعي بين الميلين الأخضرين: (رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم) رواه الطبراني.

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار}.

واجتهد في الدعاء بما يلهمك الله، وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واقرأ القرآن بصوت خفيض.

ونقدم إليك أدعية لكل شوط من السعي مع الأدعية السابقة:

1ـ (اللهم اعصمني بدينك وطاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم، اللهم جنِّبني حدودك، اللهم اجعلني ممن يحبك ويحبُّ ملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين، اللهم حبِّبْني إليك وإلى ملائكتك ورسلك، اللهم آتني من خير ما تؤتي عبادك الصالحين في الدنيا والآخرة، اللهم يسِّرني لليسرى وجنِّبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، اللهم أوزعني أن أوفي بعهدك الذي عاهدتني عليه، اللهم اجعلني من أئمة المتقين) رواه ابن أبي شيبة.

2ـ (اللهم اجعلني من أئمة المتقين، واجعلني من ورثة جنة النعيم، اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين، اللهم لا تقدِّمني لتعذيب، ولا تؤخرني لشتى الفتن، اللهم أحييني على سنة نبيِّك واستعملني بها، وتوفَّني على ملته، وأعذني من شرِّ مُضِلاَّت الفتن. اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم).

3ـ (اللهم يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار).

(اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، اللهمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ).

4ـً (اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ).

(حسبي الله وكفى، سمَع الله لمن دعا، ليس وراءَ الله مُنْتَهى).

5ـً (اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ من الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ من غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ).

(يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أعذني من شر نفسي ومن شر الشيطان وشِركِه، ومن شرِّ كلِّ دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم).

6ـً (اللهم إني أسألك حبَّك وحبَّ نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تجعل حبَّك وحبَّ نبيك محمد صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليَّ من نفسي وأهلي ومن الدنيا كلها ومن الماء البارد على الظمأ).

(اللهم إني أسألك مرافقته في أعلى دَرَج الجنة جنة الخلد).

7ـً (اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شر ما استعاذ به عبادك الصالحون. اللهم ما أعطيتَ أحداً سعى بهذا المكان من رُتْبَةٍ أو ثوابٍ سأَلتُكَ إياه أو قَصَّرَ دعائي فأعطني إياه وامنحني إياه من فضلك وكرمك وإحسانك، يا قديمَ الإحسان، يا كثير الخيراتِ، يا دائم المعروف).

(اللهم اختم بالخيرات الباقياتِ الصالحاتِ آجالنا وأعمالنا حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا).

(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم، وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْغَفُورُ الرَّحِيم).

التحلل للمعتمر:

إذا فرغت من سعيك، فاحلق رأسك أو قصِّره والحلق أولى، وقد تمَّت بهذا عمرتك، وحلَّ لك كل ما حَرُم عليك في إحرامك. وهذا التحلُّل لكلِّ من أحرم بالعمرة.

المكث بمكة:

أ ـ ثم امكث بعد ذلك بمكة، وأكثر فيها من العبادات والطاعات، والصدقات، فإنَّ الحسنة تُضاعف هنالك، لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاةٍ، قَالَ حُسَيْنٌ: فِيمَا سِوَاهُ) رواه أحمد.

وطف بعد ذلك بالبيت كلَّما بدا لك فقد قال صلى الله عليه وسلم: (الطَّوَافُ صَلاةٌ) رواه أحمد. والصلاة خير موضوع، فكذا الطواف، وحاول أن تطوف بالبيت خمسين مرة، لما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ).

ب ـ وصلِّ في حجر إسماعيل فإنَّه من الكعبة.

دعاء الحِجر:

والحجر هذا هو الحطيم والصلاة فيه كالصلاة في الكعبة، كما في حديث عائشة رضي الله عنها.

وهو من مواضع الإجابة، ومن الدعاء المأثور فيه: (يا رب أتيتك من شقة بعيدة مؤملاً معروفك، فأنلني معروفاً من معروفكَ تُغنيني به عن معروف مَن سواك يا معروفاً بالمعروف).

هـ ـ وإذا جلست في المسجد الحرام فأدم النظر إلى البيت العتيق شوقاً إليه واستمداداً من بركاته، وتعظيماً له، فإن النظر إليه عبادة تتنزل بها الرحمات. واذكرني بدعوة صالحة. أسأل الله تعالى أن يجعل عمرتكم مقبولة، وأن يكرمنا بزيارة الحرمين الشريفين. آمين.

زيارة النبي صلى الله عليه وسلم

**     **     **

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
13162 مشاهدة