أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3660 - معنى حديث: (الدين النصيحة)

18-01-2011 67578 مشاهدة
 السؤال :
لقد جاء في الحديث الصحيح: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ). فما معنى هذا الحديث الشريف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3660
 2011-01-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَوَصْفُ هذه الأمة الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يكون بالمعروف بلا منكر، وأن يكون بأسلوب حسن، بحيث يتخلَّق الآمر الناهي بأخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وكما قال تعالى لسيدنا موسى وهارون عليهما السلام: {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.

أما معنى الحديث:

أولاً: النصيحة لله عز وجل: تكون بامتثال أمره تبارك وتعالى وباجتناب نهيه، فلا يراه حيث نهاه، ولا يفقده حيث أمره.

ثانياً: النصيحة لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: باتباعه وامتثال أمره في المنشط والمكره، وأن يجعله المسلم قدوةً له في سائر أحواله، وأن لا يخالفه أبداً، وذلك لقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}.

ثالثاً: النصيحة لكتابه تعالى: بقراءة القرآن وتدبُّره والعمل بمقتضاه، فيقيم حرفه ومدَّه، ويحلُّ حلاله، ويحرِّم حرامه، يتعلَّمه ويعلِّمه.

رابعاً: النصيحة لأئمة المسلمين: أن لا يشقَّ عصا الطاعة عليهم ما داموا في طاعة الله عز وجل، وأن لا يفضحهم على رؤوس الخلائق ما لم يُظهروا كفراً بَواحاً، والدعاء لهم بظهر الغيب بصلاح الحال.

خامساً: النصيحة لعامة المسلمين: وذلك بنقل الخير لهم، وتذكيرهم بالله عز وجل، وأن تحبَّ لهم ما تحبُّ لنفسك، وأن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وأن تعطيهم حقوق المسلم التي هي على أخيه، كما في الأحاديث الشريف.

أسأل الله تعالى أن يوفِّقنا للعمل بهذا الحديث الشريف على النحو الذي يرضي ربنا عز وجل. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
67578 مشاهدة