أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

240 - الدعاء بالمغفرة لشارب الخمر بعد وفاته

02-05-2007 11755 مشاهدة
 السؤال :
رجل توفي والده وكان مدمناً على الخمر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فهل يجوز للولد أن يدعو له بالمغفرة أم لا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 240
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالحَمْدُ للهِ القَائِلِ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. وَالحَمْدُ للهِ الذي لَا تَنْفَعُهُ طَاعَتُنَا، وَلَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَتُنَا، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ القَائِلِ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». أخرجه مسلم.

فَرَحْمَةُ اللهِ تعالى وَاسِعَةٌ، أَلَيْسَ هُوَ القَائِلُ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾؟ فَالأَمْرُ رَاجِعٌ إلى اللهِ، وَهُوَ تَبَارَكَ وتعالى طَلَبَ مِنَّا أَنْ نَدْعُوَهُ لِأَنْفُسِنَا وَلِآبَائِنَا بِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَاً﴾ .

وبناء على ذلك:

يَنْبَغِي للوَلَدِ أَنْ يَجْتَهِدَ في الدُّعَاءِ لِوَالِدِهِ، لِأَنَّ وَالِدَهُ مُسْلِمٌ عَاصٍ، وَمَعْصِيَتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَالمَأْمُولُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَغْفِرَ وَيَرْحَمَ.

وَقَدْ جَاءَ في الأَثَرِ عَنْ سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَا أَحْمِلُ هَمَّ الإِجَابَةَ، وَلَكِنْ أَحْمِلُ هَمَّ الدُّعَاءَ. لِأَنَّ اللهَ تعالى تَكَفَّلَ بِالإِجَابَةِ، فَهَلْ نَحْنُ نَدْعُو اللهَ تعالى كَمَا أَمَرَ؟ وَمِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ الطَّعَامُ الحَلَالُ، وَالمَلْبَسُ الحَلَالُ، وَالمَسْكَنُ الحَلَالُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11755 مشاهدة