110ـ كلمة شهر ربيع الثاني 1437: من أحب وطنه وأهله لا يعرف الغدر

110ـ كلمة شهر ربيع الثاني 1437: من أحب وطنه وأهله لا يعرف الغدر

 

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: لا يُوجَدُ في النَّاسِ من يُقَارِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الوَفَاءِ، وَحُسْنِ العَهْدِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَقَد عُرِفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ في مَكَّةَ بالصَّادِقِ الأَمِينِ، وَمِمَّا لا شَكَّ فِيهِ بِأَنَّ الصَّادِقَ الأَمِينَ هُوَ صَاحِبُ وَفَاءٍ وَلَو غُدِرَ بِهِ، صَاحِبُ وَفَاءٍ وَلَو أُسِيءَ إِلَيْهِ، صَاحِبُ وَفَاءٍ وَلَو أَصَابَهُ الأَذَى، الصَّادِقُ الأَمِينُ لا يَعْرِفُ الغَدْرَ، وَلَو مَعَ الذي غَدَرَ بِهِ.

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لِنَسْمَعْ إلى بَعْضِ الصُّوَرِ من وَفَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِبَلَدِهِ مَكَّةَ المكَرَّمَةَ، التي خَاطَبَهَا عِنْدَمَا خَرَجَ مِنْهَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «واللهِ إِنَّكِ لَخَيرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضٍ إلى اللهِ، وَلَولا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» رواه الحاكم عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ: «عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ».

نَعَم أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: المُحِبُّ لِوَطَنِهِ، وَلِأَهلِ وَطَنِهِ، لا يَعْرِفُ إلا الوَفَاءَ لَهُ وَلَهُم، لِأنَّهُ في الحَقيقَةِ لا يَكُونُ المُحِبُّ لِوَطَنِهِ، وَلِأَهلِ وَطَنِهِ، إلا المُتَّبِعَ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أولاً: أَخَّرَ سَيِّدَنَا عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عنهُ لِيُؤَدِّيَ الأَمَانَاتِ لِأَهْلِهَا:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لَقَد أمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَيِّدَنَا عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عنهُ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَن الهِجْرَةِ حَتَّى يُؤَدِّيَ عَنْهُ الوَدَائِعَ التي كَانَت عِنْدَهُ للنَّاسِ، لِأنَّهُ لَيْسَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ عِنْدَهُ شَيْءٌ يَخْشَى عَلَيْهِ إلا وَقَد وَضَعَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِمَا يَعْلَمُ من صِدْقِهِ وَأَمَانَتِهِ.

فَإِذَا كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي وَرُوحِي ـ بِهَذِهِ الحَالَةِ من أَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَهُوَ خَارِجٌ من مَكَّةَ مُهَاجِرَاً، وَقَد اسْتَولَى كُفَّارُ قُرَيْشٍ على مَالِهِ وَمَالِ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم وَأَرْضَاهُم وَقَد فَعَلَ، فَكَيْفَ لا يَرُدُّ الأَمَانَةَ إلى أَصْحَابِهَا، وَقَد نَصَرَهُ اللهُ تعالى عَلَيْهِم، وَأَعَادَهُ إِلَيْهِم فَاتِحَاً، وَهَذَا مَا فَعَلَهُ بَعْدَ الفَتْحِ، حَيْثُ رَدَّ مِفْتَاحَ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَةِ، وَإِنْ كَانَ فِيهَا فَخْرَ الدُّنْيَا.

ثانياً: رَدَّ مِفْتَاحَ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَةِ لِأَحْفَادِ عَبْدِ الدَّارِ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: مَنْ أَحَبَّ وَطَنَهُ وَأَهْلَ وَطَنِهِ لا يَعْرِفُ الغَدْرَ، بَلْ يَرُدُّ لِكُلِّ صَاحِبِ حَقٍّ حَقَّهُ، فَهَذَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ مَكَّةَ فَاتِحَاً لَهَا، وَهِيَ أَحَبُّ البِلَادِ إِلَيْهِ، وَأَهْلُهَا هُمُ الذينَ أَخْرَجُوهُ مِنْهَا، مَاذَا فَعَلَ بَعْدَ أَنْ أَخَذَ مِفْتَاحَ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَةِ؟

روى الإمام مسلم عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ عَلَى نَاقَةٍ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، حَتَّى أَنَاخَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ.

فَقَالَ: «ائْتِنِي بِالْمِفْتَاحِ».

فَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ، فَأَبَتْ أَنْ تُعْطِيَهُ.

فَقَالَ: واللهِ لَتُعْطِينِهِ أَوْ لَيَخْرُجَنَّ هَذَا السَّيْفُ مِنْ صُلْبِي (كِنَايَةً عَن قَتْلِهِ نَفْسَهُ).

فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ (أَيْ: فَدَفَعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المِفْتَاحَ إلى عُثْمَانَ) فَفَتَحَ الْبَابَ (يَعْنِي: فَفَتَحَ عُثْمَانُ البَابَ بِأَمْرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ).

وفي رِوَايَةٍ للطَّبَرَانِيِّ في الكَبِيرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ  قَالَ لِعُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ: «آتِنِي بِمِفْتَاحِ الْكَعْبَةِ».

فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَنْتَظِرُهُ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ (الجُمَانُ: هُوَ حَبٌّ يُعْمَلُ من الفِضَّةِ كَاللُّؤْلُؤِ، فَشُبِّهَتْ قَطَرَاتُ عَرَقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالجُمَانِ لِمُشَابَهَتِهَا في الصِّفَاتِ والحُسْنِ) وَيَقُولُ: «مَا يَحبِسُهُ؟».

فَسَعَى إِلَيْهِ رَجُلٌ؛ وَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي عِنْدَهَا الْمِفْتَاحُ (وَهِيَ أُمُّ عُثْمَانَ) تَقُولُ: إِنَّهُ إِنْ أَخَذَهُ مِنْكُمْ لَمْ يُعْطِيكُمُوهُ أَبَدَاً.

 فَلَمْ يَزَلْ بِهَا عُثْمَانُ حَتَّى أَعْطَتْهُ الْمِفْتَاحَ، وَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَفَتَحَ الْبَابَ، ثُمَّ دَخَلَ البَيْتَ، ثُمَّ خَرَجَ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَجَلَسَ عِنْدَ السِّقَايَةِ (سِقَايَةِ الحُجَّاجِ).

فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَئِنْ كُنَّا أُوتِينَا النُّبُوَّةَ، وَأُعْطِينَا السِّقَايَةَ، وَأُعْطِينَا الْحِجَابَةَ (حِجَابَةَ الكَعْبَةِ) مَا قَوْمٌ بِأَعْظَمَ نَصِيبَاً مِنَّا.

قَالَ: وَكَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ مَقَالَتَهُ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْمِفْتَاحَ.

نَعَم أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: هَكَذَا يَكُونُ الوَفَاءُ مِمَّنْ كَانَ صَادِقَاً في حُبِّهِ لِوَطَنِهِ، وَلِأَهْلِ وَطَنِهِ، لَقَد رَدَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِفْتَاحَ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَةِ لِأَحْفَادِ عَبْدِ الدَّارِ، رَحْمَةً وَرَأْفَةً بِهِم، وَشَفَقَةً عَلَيْهِم، وَهُوَ الفَاتِحُ لِمَكَّةَ المُكَرَّمَةَ التي أَخْرَجَهُ أَهْلُهَا مِنْهَا.

نَعَم، دَفَعَ إِلَيْهِمُ المِفْتَاحَ مَعَ اسْتِشْرَافِ عَلِيٍّ وَالعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عنهُما، وَطَلَبِهِما لَهُ.

بَلِ الأَكْثَرُ من هَذَا، أَخْبَرَهُم سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لا يَنْزِعُهَا مِنْهُم إلا ظَالِمٌ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي طَلْحَةَ: «خُذُوهَا يَا بَنِي طَلحَةَ خَالِدَةً تَالِدَةً (دَائِمَةً) لا يَنْزِعُهَا مِنْكُم إلا ظَالِمٌ (يَعْنِي: حِجَابَةَ الكَعْبَةِ)».

وَجَاءَ في أَخْبَارِ مَكَّةَ للأَزْرَقِيِّ، قَالَ العَبَّاسُ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِنَا الحِجَابَةَ مَعَ السِّقَايَةِ.

فَأَنْزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾.

فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ: فَمَا سَمِعْتُها مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ تِلْكَ السَّاعَةِ، فَتَلَاهَا، ثمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلحَةَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ المِفْتَاحَ.

وَقَالَ: «غَيِّبُوهُ» ثمَّ قَالَ: «خُذُوهَا يَا بَنِي أَبِي طَلْحَةَ بِأَمَانَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَاعْمَلُوا فِيهَا بالمَعْرُوفِ خَالِدَةً تَالِدَةً، لا يَنْزِعُها من أَيْدِيكُم إلا ظَالِمٌ».

ثالثاً: نَزَعَ الرَّايَةَ من سَعدِ بنِ عُبادَةَ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: مِنْ وَفَاءِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِوَطَنِهِ، وَلِأَهْلِ وَطَنِهِ في مَكَّةَ المُكَرَّمَةَ، أَنَّهُ نَزَعَ الرَّايَةَ من سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، لِأَنَّهُ قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِأَبِي سُفْيَانَ: الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ، الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ. رواه الإمام البخاري عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

وَيُقَالُ بِأَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ عِنْدَمَا قَالَ ذَلِكَ، عَارَضَتِ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرِهِ وَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:

يَــا نَــبِيَّ الْهُــدَى إِلَـــيْكَ لَجَــا   ***   حَــيُّ قُـرَيْـشٍ وَلَاتَ حِـيـنَ لَجَـــاءِ

حِــينَ ضَـــاقَـــتْ عَــلَـيْهِــمُ   ***   سَـعَةُ الْأَرْضِ وَعَـادَاهُمْ إِلَـهُ الــسَّمَاءِ

وَالْــتَقَـتْ حَـــلْـقَـتَا الْبِــطَـانِ   ***   عَلَى الْقَوْ مِ وَنُودُوا بِالصَّيْلَمِ الصَّلْـعَاءِ

إِنَّ سَـعْدَاً يُرِيدُ قَـاصِمَةَ الــظَّهْرِ   ***   بِـأَهْــــلِ الْحَـجُـونِ وَالْـــبَطْــحَـاءِ

خَزْرَجِيٌّ لَوْ يَسْتَطِيعُ مِــنَ الْغَيْظِ   ***   رَمَـــانَا بِـالـنَّسْرِ وَالْــــــــــــعَوَّاءِ

فَانْهَيَنْهُ فَـإِنَّـهُ الْأَسَـدُ الْأَسْـــوَدُ   ***   وَاللَّـــــيْثُ وَالِـــغٌ فِي الـــــــدِّمَاءِ

فَـلَئِـنْ أَقْـحَـمَ اللِّـوَاءَ وَنَــادَى   ***   يَـــــا حُمــَاةَ اللِّـــوَاءِ أَهْـــلَ اللِّوَاءِ

لَـتَكُـونَـنَّ بِـالْـبِطَـاحِ قُـرَيْــشٌ   ***   بُـــــقْعَةَ الْــــقَاعِ فِي أَكُـــفِّ الْإِمَاءِ

إِنَّـهُ مُصْلَتٌ يُـرِيدُ لَـهَا الـــرَّأْيَ   ***   صُــمُوتٌ كَــــالْحَيَّةِ الـــــــــصَّمَّاءِ

رواه الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُما.

فَرَقَّ لَهَا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَتْهُ الرَّأْفَةُ بِهِم، لِذَا نَزَعَ الرَّايَةَ مِنْهُ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: هَذِهِ هِيَ سِيرَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا هُوَ مِنْهَجُ حَبِيبِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هَكَذَا يَكُونُ الوَفَاءُ للوَطَنِ وَلِأَهْلِهِ لِمَنْ كَانَ صَادِقَاً في مَحَبَّةِ وَطَنِهِ وَأَهْلِهِ، ولا أُرِيدُ التَّعْلِيقَ بَعْدَ هَذَا، إِلَّا أَنْ أَقُولَ: أَيْنَ نَحْنُ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من خُلُقِ الوَفَاءِ للوَطَنِ وَأَهْلِهِ؟

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلَاً. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 1/ ربيع الثاني /1437هـ، الموافق: 11/كانون الثاني / 2015م

 2016-01-11
 2464
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمة الشهر

13-03-2024 139 مشاهدة
211ـ القرآن أنيسنا

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ شَهْرُ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ... المزيد

 13-03-2024
 
 139
09-02-2024 449 مشاهدة
210ـ انظر عملك في شهر شعبان

أَخْرَجَ الإِمَامُ النَّسَائِيُّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ ... المزيد

 09-02-2024
 
 449
13-01-2024 279 مشاهدة
209ـ اغتنام ليل الشتاء

الدُّنْيَا دَارُ عَمَلٍ، وَفُرْصَةُ تَزَوُّدٍ لِيَوْمِ الرَّحِيلِ، قَالَ تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.  الأَيَّامُ تَتَعَاقَبُ وَتَتَوَالَى، وَهَا نَحْنُ في الشِّتَاءِ، فَلْنَسْمَعْ وَصِيَّةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ ... المزيد

 13-01-2024
 
 279
14-12-2023 386 مشاهدة
208ـ ماذا جرى لهذه الأمة؟

مَاذَا جَرَى لِهَذِهِ الأُمَّةِ؟ هَلْ تَفْقِدُ ذَاكِرَتَهَا وَتَجْلِسُ مَعَ عَدُوِّهَا تَبْحَثُ عَنْ سَلَامٍ وَعُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ؟ يَذْبَحُهَا عَدُوُّهَا بِالأَمْسِ، فَتَمُدُّ لَهُ ذِرَاعَ المُصَافَحَةِ اليَوْمَ. يَصْفَعُهَا بِالأَمْسِ، ... المزيد

 14-12-2023
 
 386
16-11-2023 500 مشاهدة
207ـ لا تزال الأمة تبتلى

مَاذَا يَقُولُ الإِنْسَانُ المُسْلِمُ، وَمَاذَا يَفْعَلُ وَالمَجَازِرُ الدَّمَوِيَّةُ تُرْتَكَبُ عَلَى أَرْضِ فِلَسْطِينَ وَفي غَزَّةَ خَاصَّةً شَمَلَتِ الشُّيُوخَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ الضُّعَفَاءَ وَالآمِنِينَ، وَالعَالَمُ كُلُّهُ ... المزيد

 16-11-2023
 
 500
16-09-2023 528 مشاهدة
205ـ كيف لا نحب الحبيب صلى الله عليه وسلم!

مَا أَجْمَلَ شَهْرَ الرَّبِيعِ الذي وُلِدَ فِيهِ الحَبِيبُ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟! حَيْثُ إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ يُذَكِّرُنَا بِفَصْلِ الرَّبِيعِ الذي فِيهِ تَتَفَتَّحُ الأَزْهَارُ، وَتُغَرِّدُ ... المزيد

 16-09-2023
 
 528

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3154
المكتبة الصوتية 4763
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412049679
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :