أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

967 - تخزين الحبوب لحين الغلاء

24-05-2008 14001 مشاهدة
 السؤال :
عندي مستودع وأريد أن أشتري الحبوب بأنواعها وقت الحصاد وأغربلها وأخزنها وعندما ترتفع الأسعار أبيعها ما حكم الشرع؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 967
 2008-05-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى، لأن الأسعار والأعمار وكل شيء بيد الله عز وجل، فالمسعر هو الله تعالى، كما جاء في الحديث الشريف: عن أنس رضي الله عنه قال: قال الناس: يا رسول الله غلا السعر فسعِّر لنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله هو المُسَعِّرُ القابض الباسط الرَّازق، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحدٌ منكم يُطالبني بمَظْلَمةٍ في دم ولا مال» رواه أبو داود.

لذلك أنت لا تضمن ارتفاع الأسعار في المستقبل ولا تضمن هبوطها، لذا لا حرج في هذا التخزين بشرط أن لا يضرَّ عموم المسلمين أثناء التخزين، وألا يكون هناك أمر من ولي الأمر يمنع التخزين، لأن طاعة أمر ولي الأمر واجبة في غير معصيةٍ بنصِّ القرآن، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59].

فإن أضرَّ بالمسلمين أو خالف أمر ولي الأمر كان احتكاراً، ولقد جاء في أحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحذر الأمة من الاحتكار، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يحتكر إلا خاطئٌ» رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: «من احتكر طعامًا أربعين ليلةً فقد بَرِئَ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه» رواه أحمد والحاكم. وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: «المحتكر ملعون» رواه الحاكم. وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: «من احتكر على المسلمين طعاماً ضربه الله بالجُذَامِ والإفلاس» رواه ابن ماجه. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14001 مشاهدة