أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6300 - معنى: «موجبات رحمتك»

12-05-2014 46649 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى الدعاء المأثور: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6300
 2014-05-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذا الدُّعاءُ وَرَدَ لِقَضَاءِ الحَاجَةِ في حَديثٍ رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى الله حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ، فَلْيُحْسِن الْوُضُوءَ، ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى الله، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لِيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لَا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمَّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».

وروى الحاكم عن ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: كَانَ من دُعاءِ رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والفَوزَ بالجَنَّةِ، والنَّجَاةَ بِعَونِكَ من النَّارِ».

ومَعنى قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ» أي: الكَلِمَةَ التي أوجَبَت لِقَائلِها الرَّحمَةَ بِوَعدِكَ الذي لا يُخلَفُ، حَيثُ قُلتَ: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾. لأنَّ الحَقَّ لا يَجِبُ عَلَيهِ شَيءٌ.

ومَعنى قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ» يَعني: أَسأَلُكَ أعمالاً بِعَزمٍ تَهَبُ بها مَغفِرَتَكَ.

وبناء على ذلك:

فالمَقصُودُ من هذا الدُّعاءِ أن يُوَفَّقَ العَبدُ للأخْذِ بالأسبابِ التي تُوجِبُ رَحمَةَ الله تعالى، وأن يُوَفَّقَ لأعمالٍ صَالِحَةٍ تَتَعَزَّمُ وتَتَأَكَّدُ بها مَغفِرَةُ الله سُبحَانَهُ وتعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
46649 مشاهدة