أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2371 - هل يصطحب معه زوجته في السفر أم يتركها تخدم أمه؟

03-10-2009 20008 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب متزوج أسكن مع أهلي، وأعمل في لبنان، وأمي ضريرة ولا يوجد معين لها، هل يجوز أن أصطحب زوجتي معي؟ علماً أنه يوجد في البيت أخوان لي شابان وأبي وأمي، ماذا أفعل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2371
 2009-10-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يجب عليك أن تعلم بأن الزواج له غايات من جملتها إعفاف نفس الزوج وإعفاف نفس الزوجة، وسفرك إلى لبنان بدون الزوجة مناقض لهذه الغاية وخاصة إذا كانت إقامتك في لبنان فترة طويلة.

ثانياً: يجب عليك أن تعلم بأن الزوجة لا يجب عليها شرعاً أن تخدم أباك أو أمك، الزوجة تقوم بخدمة زوجها وأولادها وبيتها، وإن تطوَّعت بخدمة أهلك فأجرها عظيم عند الله عز وجل لأنها تزرع المعروف لنفسها في المستقبل.

ثالثاً: اختلاط الزوجة مع أبناء أحمائها لا يجوز شرعاً، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: (الْحَمْوُ الْمَوْتُ) رواه البخاري عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. وعليه فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تختلط مع إخوة زوجها، لأن هذا الاختلاط وخاصة في هذا العصر مفسدة وأيُّ مفسدة، والواقع يصدق هذا.

رابعاً: خدمة الأبوين تجب على الأولاد، وذلك لقوله تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}. ولا يجوز أن يطغى حقٌّ على حقٍّ، ولا يجوز تكليف أحد ما لم يكلِّفه به الشرع، فالزوجة ما كلَّفها الشرع في خدمة أهل زوجها، لأن الزوجة ليست أمة ولا رقيقة، ولا شَغَّالة.

وبناء على ذلك:

فأنا أنصحك إذا كنت عازماً على السفر أن لا تسافر إلا مع زوجتك، ولا تؤذ زوجتك بتركها مع أهلك وحدها، وأن تتلطَّف إلى أهلك بأن يأذنوا لك في ذلك، فإن أصرُّوا على عدم الموافقة على صحبة زوجتك فالحقُّ أحقُّ أن يُتَّبع، فخذ زوجتك معك، وأحسن لوالديك بالصلة المالية على قدر الاستطاعة، لأن الإحسان بالمال قد يغطى على كثير من الأمور، وأمك يخدمها أبوك وأخواك إن شاء الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
20008 مشاهدة