أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6819 - عذاب القبر للروح والجسد

23-03-2015 3327 مشاهدة
 السؤال :
هل عذاب القبر للروح والجسد، أم للروح فقط؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6819
 2015-03-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ثَبَتَ أَنَّ هُنَاكَ فِتْنَةً وعَذَابَاً في القَبْرِ، وحَيَاةً في البَرزَخِ، كَمَا أَنَّ فِيهِ نَعِيمَاً  ورَاحَةً، بِحَسَبِ حَالِ المَيْتِ.

قال تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوَّاً وَعَشِيَّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾.

وقَالَ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وهذهِ الآيَةُ أَصْلٌ كَبِيرٌ في اسْتِدْلالِ أَهْلِ السُّنَّةِ على عَذَابِ البَرزَخِ في القُبُورِ.

وجَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الصَّحِيحِ الذي رواه الشيخان عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ».

وروى الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ».

والصَّحِيحُ من أَقوَالِ العُلَمَاءِ بِأَنَّ عَذَابَ القَبْرِ ونَعِيمَهُ يَقَعُ على الرُّوحِ والجَسَدِ، ولَو صَارَ الجَسَدُ تُرَابَاً، فَرَبُّنَا عزَّ وجلَّ لا يُعْجِزُهُ شَيءٌ في الأَرضِ ولا في السَّمَاءِ، وهذا المَوْضُوعُ من الأُمُورِ الغَيْبِيَّةِ التي لا يَعْلَمُهَا إلا اللهُ تعالى، والذي وَصَلَ إلى الأُمَّةِ من خِلالِ القُرآنِ العَظِيمِ والسُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ بِأَنَّ العَبدَ يُنَعَّمُ أو يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ، على حَسْبِ عَمَلِهِ، واللهُ تعالى أَعْلَمُ بالحَقِيقَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3327 مشاهدة