أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6586 - حكم لعن الحيوانات والجمادات

13-11-2014 6852 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للمسلم أن يلعن بعض الحيوانات أو الجمادات؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6586
 2014-11-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جَاءَ في سُنَنِ أَبِي داود عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنها قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئاً صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِيناً وَشِمَالاً، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغاً رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلاً وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا» وهوَ حِدِيثٌ حَسَنٌ.

وروى الإمام أحمد عن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا وُجِّهَتِ اللَّعْنَةُ تَوَجَّهَتْ إِلَى مَنْ وُجِّهَتْ إِلَيْهِ، فَإِنْ وَجَدَتْ فِيهِ مَسْلَكاً وَوَجَدَتْ سَبِيلاً حَلَّتْ بِهِ.

وَإِلَّا جَاءَتْ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلَاناً وَجَّهَنِي إِلَى فُلَانٍ، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ سَبِيلاً، وَلَمْ أَجِدْ فِيهِ مَسْلَكاً، فَمَا تَأْمُرُنِي؟

فَقَالَ: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ».

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللهِ، وَلَا بِغَضَبِهِ، وَلَا بِالنَّارِ».

وروى الإمام مسلم عن أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وبناء على ذلك:

فلا تَجُوزُ اللَّعنَةُ على الحَيَوَانَاتِ، ولا على الجَمَادَاتِ، فمن لَعَنَ شَيئَاً من الجَمَادَاتِ أو الحَيَوَانَاتِ، ولم يَكُنِ المَلعُونُ أَهلاً لذلكَ، عَادَتِ اللَّعنَةُ إلى قَائِلِهَا ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ وكَانَ لاعِنَاً لِنَفسِهِ، وصَارَ أَهلاً لَهَا.

 

وهذهِ الأَحَادِيثُ الشَّرِيفَةُ فِيهَا زَجْرٌ شَدِيدٌ عن اللَّعنِ لأَيِّ شَيءٍ كَانَ، لذلكَ لا يَنبَغِي للمُسلِمِ أن يُعَوِّدَ لِسَانَهُ على اللَّعنِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
6852 مشاهدة