أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6667 - التَّبني الممنوع والمشروع

07-01-2015 2999 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان أن يتبنى طفلاً إذا كان محروماً من الولد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6667
 2015-01-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: التَّبَنِّي بِشَكْلٍ عَامٍّ حَرَامٌ شَرعَاً، وهوَ كَبِيرَةٌ من الكَبَائِرِ، لِقَولِهِ تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ﴾.

ثانياً: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾. ومن أَركَانِ الإِيمَانِ الرِّضَا بالقَضَاءِ والقَدَرِ، ومن رَضِيَ بالقَضَاءِ والقَدَرِ فَهُوَ من أَغنَى النَّاسِ، روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ».

ثالثاً: لقد رَغَّبَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في كَفَالَةِ اليَتِيمِ، فَقَالَ: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ـ وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ـ» رواه الإمام البخاري عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وبناء على ذلك:

فلا يَجُوزُ للإِنسَانِ أن يَتَبَنَّى وَلَدَاً ويُلحِقَهُ بِنَفسِهِ، وتَكُونَ لَهُ أَحكَامُ الوَلَدِ، لأنَّ هذا أَبطَلَهُ الإِسلامُ، لما فِيهِ من ضَيَاعٍ للأَنسَابِ، وقد أَمَرَنَا الإِسلامُ بِحِفْظِ الأَنسَابِ، روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ، وَمَن ادَّعَى قَوْماً لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِن النَّارِ».

 

أمَّا أن يَتَّخِذَ وَلَدَاً لِتَربِيَتِهِ التَّربِيَةَ الصَّالِحَةَ، وأن يُدْخِلَهُ في كَفَالَتِهِ بِدُونِ إِلحَاقِ النَّسَبِ بِهِ فهذا جَائِزٌ شَرعَاً، ولَهُ في ذلكَ أَجْرٌ عَظِيمٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2999 مشاهدة