أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7804 - هل هي جنة الخلد؟

14-01-2017 259 مشاهدة
 السؤال :
هل الجنة التي قال الله تعالى فيها لسيدنا آدم عليه السلام: ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ﴾. هي جنة الخلد، أم جنة من جنات الدنيا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7804
 2017-01-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ قَالَ اللهُ تعالى لِسَيِّدِنَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾. فَقَدْ وَعَدَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي هَذِهِ الجَنَّةِ بِالعَيْشِ الهَنِئِ وَالرَّغَدِ وَالسُّرُورِ وَالسَّعَادَةِ، وَحَذَّرَهُ مِنَ اقْتِرَابِهِ مِنْ شَجَرَةٍ مُعَيَّنَةٍ.

وَالآيَاتُ الكَرِيمَةُ مَا تَحَدَّثَتْ هَلْ هَذِهِ الجَنَّةُ هِيَ جَنَّةُ الخُلْدِ، أَمْ جَنَّةٌ مِن جَنَّاتِ الدُّنْيَا، لِذَلِكَ اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِيهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هِيَ الجَنَّةُ التي أَعَدَّهَا اللهُ تعالى لِعِبَادِهِ المُتَّقِينَ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّهَا جَنَّةٌ مِنْ جَنَّاتِ الدُّنْيَا؛ وَالرَّاجِحُ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ هِيَ جَنَّةُ الخُلْدِ؛ وَقَدْ أَنْشَدَ بَعْضُهُمْ:

فَـحَيَّ عَـلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا   ***   مَنَازِلُكَ الْأُولَى وَفِيهَا المُخَيَّمُ

وَلَكِنَّنَا سَبْيُ الْعَدُوِّ فَهَلْ تُرَى   ***   نَـعُـودُ إِلَى أَوْطَـانِـنَـا وَنُسَلَّمُ

وَقَالَ بَعْضُهُمْ:

نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْهَوَى   ***   مَا الْحُبُّ إِلَّا لِلْحَبِيبِ الْأَوَّلِ

كَـمْ مَـنْزِلٍ فِي الْأَرْضِ يَأْلَفُهُ الْفَتَى   ***   وَحَـنِـيـنُـهُ أَبَـدَاً لِأَوَّلِ مَـنْزِلِ

وبناء على ذلك:

فَهَذِهِ المَسْأَلَةُ قَدِ اخْتَلَفَ فِيهَا العُلَمَاءُ، وَالرَّاجِحُ أَنَّهَا جَنَّةُ الخُلْدِ؛ وَالمُهِمُّ أَنْ نَسْأَلَ اللهَ تعالى أَنْ يُؤَهِّلَنَا لِجَنَّةِ الخُلْدِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
259 مشاهدة
الملف المرفق