أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6135 - {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ}

08-02-2014 11624 مشاهدة
 السؤال :
ما هو تفسير قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيم}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6135
 2014-02-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالآيَةُ دَليلٌ على أنَّ عِلمَ الله تعالى لا يُحَدُّ ولا يُعَدُّ ولا يُحصَى، وكذا كَمالاتُهُ تعالى، وأنَّ عِلمَ العَبدِ قاصِرٌ وقَليلٌ مَهما كانَ عِندَهُ من عِلمٍ، قال تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا﴾.

واللهُ عزَّ وجلَّ يُشيرُ في هذهِ الآيَةِ الكَريمَةِ إلى أنَّهُ لو جُعِلَت أشجارُ الأرضِ جَميعاً أقلاماً، وجُعِلَ البَحرُ مِداداً ـ حِبْراً ـ وأمَدَّ هذا البَحرَ سَبعَةُ أبحُرٍ ـ لا يَعني الحَصرَ، بل على وَجهِ المُبالَغَةِ ـ فَكُتِبَت بها كَلِماتُ الله الدَّالَّةُ على عَظَمَتِهِ وصِفاتِهِ وجَلالِهِ، لَتَكَسَّرَتِ الأقلامُ ونَفِدَ ماءُ الأبحُرِ كُلِّها، وما نَفِدَت كَلِماتُ الله تعالى.

ويَقولُ ابنُ كَثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في تَفسيرِهِ: لو كانَ البَحرُ مِداداً، والشَّجَرُ كُلُّهُ أقلامٌ، لانكَسَرَتِ الأقلامُ، وفَنِيَ ماءُ البَحرِ، وبَقِيَت كَلِماتُ الله قَائِمَةً لا يُفنِيهَا شَيءٌ؛ لأنَّ أحَداً لا يَستَطِيعُ أن يُقَدِّرَ قَدْرَهُ، ولا يُثنِيَ عَلَيهِ كَمَا يَنبَغِي، حتَّى يَكونَ هو الذي يُثنِي عَلى نَفسِهِ، إنَّ رَبَّنا كَمَا يَقولُ، وفَوقَ ما نَقولُ. اهـ.

وبناء على ذلك:

فالآيَةُ تُخبِرُ عن عَظَمَةِ الله وجَلالِهِ وكِبرِيائِهِ وكَلِماتِهِ التَّامَّةِ وعِلمِهِ الذي لا يُحِيطُ به أحَدٌ، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» رواه الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11624 مشاهدة