أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2462 - حكم قرض مصرف التسليف الطلابي

04-11-2009 83839 مشاهدة
 السؤال :
يوجد في جامعة حلب مصرف التسليف الطلابي الذي يقرض الطلاب مبلغاً من المال ليعاد على أقساط مريحة وبدون فائدة، ولكن عند استلام المبلغ المحدد يتمُّ حسم نسبة من المبلغ الكلي ويقال: إنها أجور للموظفين، فما الحكم الشرعي في أخذ هذا القرض؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2462
 2009-11-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن هذا القرض قرض ربوي، ولا يلتفت إلى الكلام الذي يقال: إن الحسم الذي يؤخذ من المال هو أجور للموظفين، لأن الموظف يأخذ راتبه المحدد له من المصرف إن وجد المستقرض أم لم يوجد، ولا علاقة له في الحسومات التي يأخذها المصرف. هذا أولاً.

ثانياً: الاشتراط على المستقرض أن يدفع زيادة عن القسط المحدد له إذا تأخَّر في دفعه هو شرط فاسد لعلَّة الربا فيه، ويجب فسخ هذا العقد.

وبناء على ذلك:

فهذا القرض هو قرض ربوي محرَّم بنصِّ الكتاب بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين}. وبقوله صلى الله عليه وسلم: (لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ قَالَ: وَقَالَ: مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه الإمام أحمد عن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رضيَ اللَّه عنهُ.

وعلى الطالب بتقوى الله تعالى القائل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 2ـ3]، وعليه بكثرة الاستغفار، وذلك لقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10ـ12].

أما القرض الربوي فنتائجه وخيمة عاجلاً أم آجلاً، وذلك لقوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} [البقرة: 275]، وآكل الربا ومطعمه سواء، وهو مأذون بحرب من الله ورسوله والعياذ بالله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
83839 مشاهدة