أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1742 - حكم من يحتكم لغير شرع الله عز وجل

05-02-2009 31307 مشاهدة
 السؤال :
ما هو حكم الشرع فيمن يحتكم لغير شرع الله عز وجل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1742
 2009-02-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالمؤمن الذي يرضى بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وبالآخرة مآلاً ومعاداً لا يحتكم إلا لكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن تشريع الله عز وجل أكمل تشريع وأعظم تشريع، ولا يمكن لأحد أن يستدرك على هذا التشريع وذلك لقول الله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}.

ولأن اتباع هذا التشريع فيه سر سعادة العبد دنيا وأخرى، فالمتبع والمحتكم لشرع الله لا يضل عقله ولا يشقى جسده، ولا يحزن إذا حزن الناس ولا يخاف إذا خاف الناس، لأن الله تعالى يقول: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى}. وقال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون}.

كما أن الإعراض عن التشريع والاحتكام لغيره يجعل حياة الإنسان شقاءً وضنكاً، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.

والاحتكام لغير شرع الله تعالى بالاختيار يعرض صاحبه لا قدَّر الله لسلب الإيمان، وذلك لقوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}.

وبناء على ذلك:

فلا يجوز للمسلم أن يحتكم لغير شرع الله عز وجل، وإلا فإنه يُخشى على إيمانه من السلب لا قدَّر الله إذا رجَّح الاحتكامَ لغير شرع الله عز وجل على الاحتكام لشرع الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
31307 مشاهدة