أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3229 - هل يجوز للمرأة أن تضع الطعام لزوجها المفطر؟

25-08-2010 23148 مشاهدة
 السؤال :
امرأة صالحة صائمة، ابتلاها الله عز وجل برجل قليل دين يفطر في شهر رمضان بدون حياء، ويلزم زوجته بتحضير الطعام له، فهل تعتبر آثمة إذا أحضرت له الطعام؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3229
 2010-08-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: هذا من جملة الابتلاء للمرأة الصالحة، وعليها أن تتذكر قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}، فعليها بالصبر والمصابرة.

ثانياً: يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن هذا من شعار الأمة المحمدية، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجب للعنة والعياذ بالله تعالى. قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون}، ويجب أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطريق معروف هيَّن ليِّن، وبدون فظاظة ولا غلاظة.

ثالثاً: الطاعة لله تعالى ولسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بدون قيد ولا شرط، أما طاعة من هو دونهما فمقيِّدة بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) رواه البخاري ومسلم. ولقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه الإمام أحمد.

وبناء على ذلك:

فيجب على هذه المرأة أن تذكِّر زوجها بالله، وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر بأسلوب لطيف، وأن تعتذر إليه عن تقديم الطعام، لأنه إعانة للعاصي على معصية الله تعالى، وأن تكثر من الدعاء له بظهر الغيب بالهداية والتوبة.

فإن أصرَّ ـ لا قدَّر الله تعالى ـ على تقديم الطعام له، فعلى المرأة بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وحقُّ الله تعالى مقدَّم. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
23148 مشاهدة