أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9014 - هل يستحب ترك صلاة الضحى؟

07-07-2018 4067 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأنه يستحب ترك صلاة الضحى أحياناً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9014
 2018-07-07

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ المُوَاظَبَةُ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى، وَأَنْ لَا يَتْرُكَهَا العَبْدُ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلَ عَمَلَاً أَثْبَتَهُ، وَجَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ العَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ».

وروى الطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابَاً يُقَالُ لَهُ: الضُّحَى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُدِيمُونَ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى؟ هَذَا بَابُكُمْ فَادْخُلُوهُ بِرَحْمَةِ اللهِ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَلَكِنْ يُعْمَلُ بِهِ في فَضَائِلِ الأَعْمَالِ.

وروى الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُحَافِظُ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى إِلَّا أَوَّابٌ».

وَكَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بِالمُحَافَظَةِ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى، روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ.

وَأَقَلُّهَا رَكْعَتَانِ، وَأَكْثَرُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً، لِمَا رواه الترمذي وابن ماجه بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعْفٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الضُّحَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرَاً مِنْ ذَهَبٍ فِي الجَنَّةِ».

وَيَقُولُ ابْنُ عَابِدِينَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ الحَدِيثَ الضَّعِيفَ يَجُوزُ العَمَلُ بِهِ في الفَضَائِلِ.

وبناء على ذلك:

فَيُسْتَحَبُّ المُحَافَظَةُ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى لِعُمُومِ الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ، وَإِنْ تَرَكَهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانَاً فَإِنَّمَا تَرَكَهَا لِكَوْنِهِ مُشَرَّعٌ، وَفي أُمَّتِهِ ضَعْفٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4067 مشاهدة