أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3912 - قصة إسلام أبي بكر رضي الله عنه

28-04-2011 84397 مشاهدة
 السؤال :
أرجو أن تذكر لنا قصة إسلام سيدنا أبي بكر رضي الله عنه.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3912
 2011-04-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في كتاب أسد الغابة: قصة إسلام سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: إنه خرج إلى اليمن قبل أن يُبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت على شيخ من الأزد عالم قد قرأ الكتب، وعلم من علم الناس كثيراً، فلما رآني قال: أحسبك حرَمياً؟ قال أبو بكر: قلت: نعم، أنا من أهل الحرم. قال: وأحسبك قرشياً؟ قال: قلت: نعم، أنا من قريش. قال: وأحسبك تيمياً قال: قلت: نعم، أنا من تيم بن مرة، أنا عبد الله بن عثمان، من ولد كعب بن سعد بن تيم بن مرة. قال: بقيت لي فيك واحد. قلت: ما هي؟ قال: تكشف عن بطنك. قلت: لا أفل أو تخبرني لم ذاك؟ قال: أجد في العلم الصحيح الصادق أن نبياً يُبعث في الحرم، يعاون على أمره فتى وكهل، فأما الفتى فخواض غمرات ودفاع معضلات، وأما الكهل فأبيض نحيف، على بطنه شامة، وعلى فخذه اليسرى علامة، وما عليك أن تريني ما سألتك، فقد تكاملت لي فيك الصفة إلا ما خفي علي. قال أبو بكر: فكشفت له عن بطني، فرأى شامة سوداء فوق سرتي. فقال: أنت هو ورب الكعبة، وإني متقدم إليك في أمر فاحذره. قال أبو بكر: قلت: وما هو؟ قال: إياك والميل عن الهدى، وتمسَّك بالطريقة المثلى الوسطى، وخف الله فيما خولك وأعطاك.

قال أبو بكر: فقضيت باليمن أربي، ثم أتيت الشيخ لأودعه، فقال: أحامل عني أبياتاً من الشعر قلتها في ذلك النبي؟ قلت: نعم، فذكر أبياتاً.

قال أبو بكر: فقدمت مكة، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءني عقبة بن أبي معيط، وشيبة، وربيعة، وأبو جهل، وأبو البختري، وصناديد قريش، فقلت لهم: هل نابتكم نائبة، أو ظهر فيكم أمرٌ؟ قالوا: يا أبا بكر، أعظم الخطب! يتيم أبي طالب يزعم أنه نبي، ولولا أنت ما انتظرنا به، فإذا قد جئت فأنت الغاية والكفاية. قال أبو بكر: فصرفتهم على أحسن شيء وسألت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: في منزل خديجة. فقرعت عليه الباب، فخرج إلي، فقلت: يا محمد، فقدت من منازل أهلك، وتركت دين آبائك وأجدادك؟ قال: يا أبا بكر، إني رسول الله إليك وإلى الناس كلهم، فآمن بالله. فقلت: ما دليلك على ذلك؟ قال: الشيخ الذي لقيت باليمن. قلت: وكم من شيخ لقيت باليمن؟ قال: الشيخ الذي أفادك الأبيات. قلت: ومن خبرك بهذا يا حبيبي؟ قال: الملك المعظم الذي يأتي الأنبياء قبلي. قلت: مد يدك، فأنا اشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.

قال أبو بكر: فانصرفت وما بين لابتيها أشدُّ سروراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
84397 مشاهدة