أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7795 - ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾

07-01-2017 1420 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾. فما هو تفسير هذه الآية؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7795
 2017-01-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

جَاءَ في تَفْسِيرِ القُرْطُبِيِّ: في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾. أَيْ: صِنْفَيْنِ وَنَوْعَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ.

قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: أَيْ: ذَكَرَاً وَأُنْثَىً، وَحُلْوَاً وَحَامِضَاً، وَنَحْوَ ذَلِكَ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يَعْنِي الذَّكَرَ وَالأُنْثَى، وَالسَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ، وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَالنُّورَ وَالظَّلَامَ، وَالسَّهْلَ وَالجَبَلَ، وَالجِنَّ وَالإِنْسَ، وَالخَيْرَ وَالشَّرَّ، وَالبُكْرَةَ وَالعَشِيَّ، وَكَالأَشْيَاءِ المُخْتَلِفَةِ الأَلْوَانِ مِنَ الطُّعُومِ وَالأَرَايِيحِ وَالأَصْوَاتِ.

أَيْ: جَعَلْنَا هَذَا كَهَذَا دِلَالَةً عَلَى قُدْرَتِنَا، وَمَنْ قَدَرَ عَلَى هَذَا فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى الإِعَادَةِ.

وَقِيلَ: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾. لِتَعْلَمُوا أَنَّ خَالِقَ الأَزْوَاجِ فَرْدٌ، فَلَا يَقْدِرُ في صِفَتِهِ حَرَكَةٌ وَلَا سُكُونٌ، وَلَا ضِيَاءٌ وَلَا ظَلَامٌ، وَلَا قُعُودٌ وَلَا قِيَامٌ، وَلَا ابْتِدَاءٌ وَلَا انْتِهَاءٌ، إِذْ هُوَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.

وَقَد ثَبَتَت الزَّوجِيَّةُ في الَمخلُوقَاتِ جَمِيعَاً ،فِي الإِنسَانِ وَسَائِرِ الَحيْوَانَاتِ وَكَذَلِك فِي النَّبَاتَاتِ وَكَذا فِي الَجمَادَاتِ .

وبناء على ذلك:

فَاللهُ تعالى خَلَقَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ زَوْجَيْنِ، لِيَدُلَّ على أَنَّهُ اللهُ تعالى وَاحِدٌ فَرْدٌ صَمَدٍ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَدٌ.

وَأَنَّ الخَالِقَ لِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ زَوْجَيْنِ قَادِرٌ على إِعَادَةِ الحَيَاةِ مَرَّةً أُخْرَى لِهَذِهِ المَخْلُوقَاتِ عِنْدَمَا يَشَاءُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1420 مشاهدة