أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4653 - هل المعاصي تؤخر الزواج؟

18-12-2011 45542 مشاهدة
 السؤال :
إذا كان الإنسان يقترف المعاصي، فهل يؤثر ذلك على زواجه ويؤخره؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4653
 2011-12-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 أولاً: يقول الله تبارك وتعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير}. ويقول الله تبارك وتعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون}. ويقول تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ}.

ثانياً: جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول لله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ). ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلا الدُّعَاءُ، وَلا يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلا البِرُّ) رواه الإمام أحمد والترمذي.

وبناء على ذلك:

فإن تأخُّر الزواج قد يكون بسبب المعاصي والمخالفات الشرعية، لأنَّ الزواج سكن ومودة ورحمة، وهو من الحياة الطيبة، وربنا عز وجل يقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}.  فإذا لم يجد الحياة الطيبة والتي من صورها تأخُّر الزواج، فعليه أن يراجع نفسه، ويكثر التوبة والاستغفار والعمل الصالح، ويذكر قول الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}.

وقد يكون تأخُّر الزواج لمجرَّد الابتلاء، وهنا يجب على المؤمن والمؤمنة أن يستحضرا عبادة الصبر، حتى يجعلا من هذا الابتلاء نعمة، وليذكر كلُّ واحد منهما قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم عن صهيب رضي الله عنه. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
45542 مشاهدة