أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6738 - التوفيق بين آيتين

17-02-2015 3221 مشاهدة
 السؤال :
كيف نوفق بين آيتين من كتاب الله عز وجل، الأولى قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}. والثانية قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6738
 2015-02-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالآيَةُ الأُولَى فِيهَا بَيَانٌ وَاضِحٌ بِأَنَّ اللهَ تعالى لا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، ومَا دُونَهُ قد يَغْفِرُهُ اللهُ تعالى، وقد يُعَاقِبُ مَن مَاتَ على مَعصِيَةٍ بِدُونِ تَوبَةٍ.

وأمَّا الآيَةُ الثَّانِيَةُ، فَهِيَ مَحْمُولَةٌ على مَن اسْتَحَلَّ قَتْلَ المُؤمِنِ والعِيَاذُ باللهِ تعالى، ومَن اسْتَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللهُ تعالى فَقَد أَشرَكَ والعِيَاذُ باللهِ تعالى.

وبناء على ذلك:

فالمَعصِيَةُ على نَوعَينِ، مَعصِيَةُ سُلُوكٍ، ومَعصِيَةُ اعتِقَادٍ، فإذا كَانَت مَعصِيَةُ العَبدِ مَعصِيَةَ اعتِقَادٍ، والعِيَاذُ باللهِ تعالى، فهذا مُندَرِجٌ تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾.

أمَّا إذا كَانَت مَعصِيَتُهُ مَعصِيَةَ سُلُوكٍ، فَإِنَّهُ مُندَرِجٌ تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾.

فلا تَعَارُضَ بَينَ الآيَتَينِ، لأنَّ الآيَةَ الثَّانِيَةَ مَحْمُولَةٌ على مَن اسْتَحَلَّ قَتْلَ المُؤمِنِ والعِيَاذُ باللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3221 مشاهدة