31ـ آداب الصائم: الأدب السادس: الدعاء (8)

31ـ آداب الصائم: الأدب السادس: الدعاء (8)

 

مقدمة الدرس:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فما من عبادة من العبادات التي شرعها الله عز وجل إلا ولها ثمرة يجنيها الإنسان المسلم، إنْ في الدنيا وإنْ في الآخرة، ورؤية ثمار الطاعات في الدنيا دليل على قبولها في الآخرة بإذن الله تعالى.

وعرفنا فيما مضى من الدروس بأن الدعاء عبادة لله عز وجل، وهو مطلوب من العبد في سائر أحواله، وأن يكون دعاؤه خالصاً لوجه الله عز وجل، فإذا أخلص العبد لله عز وجل في دعائه، ودعا الله تعالى فإن هذا العبد سوف يرى بإذن الله ثمرات هذا الدعاء عاجلاً وآجلاً.

ثمرات الدعاء:

وثمرات الدعاء كثيرة جداً، من هذه الثمرات:

أولاً: الداعي يحقق شيئاً من العبادة لله عز وجل:

أول ثمرة من ثمرات الدعاء هي أن الداعي قد حقَّق شيئاً من العبادة التي كلَّفه الله تعالى إياها، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون}. ومن صور هذه العبادة الدعاء، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين}. روى أبو داود عنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ). فمن دعا الله تعالى عبده، ومن عبده حقق الغاية من خلقه، وهذا شرف عظيم للداعي أن يكون ممن استجاب لله تعالى فيما دعاه إليه.

ثانياً: يُصرَفُ السوء عن الداعي:

ومن ثمرات الدعاء أنه يُصْرَف السوء عن الداعي بإذن الله تعالى، روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا)، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: (اللَّهُ أَكْثَرُ).

كل واحد منا لا يعلم غيبه، يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}. فربما أن يكون هناك سوء سيصيبك، فإذا ببركة الدعاء يُصرف عنك ذاك السوء وأنت لا تعلم، وهذا ما أكَّده الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف، وبقوله صلى الله عليه وسلم عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلا الدُّعَاءُ) رواه الترمذي.

ثالثاً: لك أجر الدعاء في الآخرة:

من ثمرات الدعاء أن الله عز وجل يدَّخر لك هذا الدعاء لدار البقاء، وهذا لمصلحة العبد، لأن العطاء في دار الفناء مصيره إلى فناء كذلك، فقد يدعو العبد ولا يرى حسب الظاهر إجابة، وفي الحقيقة إذا كان العبد محقِّقاً شروط صحة الدعاء فإن الله تعالى يدَّخر له أجر هذا الدعاء يوم القيامة، كما جاء في الحديث الشريف الذي يرويه الحاكم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن أستجيب لك، فهل كنت تدعوني؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجبت لك، أليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا ، ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك، فلم تر فرجاً؟ قال: نعم يا رب، فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلا يَدَعُ اللهُ دعوةً دعا بها عبدُه المؤمن إلا بيَّن له إما أن يكون عجَّل له في الدنيا، وإما أن يكون ادَّخر له في الآخرة ، قال: فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه).

تفتح أبواب الرحمة للداعي:

من ثمرات الدعاء أن أبواب الرحمة تفتح للداعي، كما جاء في سنن الترمذي عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ).

خامساً: الدعاء سبب من أسباب الغنى:

من ثمرات الدعاء أنه سبب من أسباب الغنى، روى أبو داود والترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ).

سادساً: الدعاء سلاح المؤمن:

من ثمرات الدعاء أنه سلاح المؤمن، كما يروي أبو يعلى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلُّكم على ما ينجِّيكم من عدوكم، ويدرَّ لكم أرزاقكم؟ تدعون الله في ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح المؤمن).

وروى الحاكم عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء سلاح المؤمن ، وعماد الدين ، ونور السماوات والأرض).

يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما يدريك ما صنع الدعاء

سهام الليل لا تخطي ولكن *** لها أمد وللأمد انـقضاء

ويقول رحمه الله تعالى:

وربَّ ظَلُومٍ قد كُفِـيتَ بِحربِه *** فَأَوْقَــعَهُ الْمَقْدُورُ أيَّ وُقُوعِ

فما كان لي الإسلام إلا تعـبداً *** وَأدْعِــيَةً لا تُتَّقَى بِـدُرُوعِ

وَحَسْبُكَ أنْ يَنْجُو الظَّلُومُ وَخَلْفَهُ *** سِهَامُ دُعَاءٍ مِنْ قِسِيٍّ رُكُوعِ

مُرَيِّشَةً بالْهُــدْبِ مِــنْ كُلِّ سَاهِر *** مُنهَّلة أطــرافها بــدمـوع

سابعاً: الدعاء سبب من أسباب مغفرة الذنوب:

من ثمرات الدعاء أنه سبب من أسباب مغفرة الذنوب، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى: عنْ أَبي هُريرةَ رضي اللَّه عنهُ قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (إِنَّ للَّهِ تَعالى ملائِكَةً يَطُوفُونَ في الطُّرُق يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فإِذا وَجدُوا قَوْماً يذكُرُونَ اللَّه عَزَّ وَجلَّ، تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلى حاجتِكُمْ، فَيَحُفُّونَهم بِأَجْنِحَتِهم إِلى السَّمَاء الدُّنْيَا، فَيَسأَلهُم رَبُّهُم وَهُوَ أَعْلم: ما يقولُ عِبَادِي؟ قال: يَقُولُونَ: يُسبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرونَكَ، ويحْمَدُونَكَ، ويُمَجِّدُونَكَ، فيقولُ: هل رأَوْني؟ فيقولون: لا واللَّهِ ما رأَوْكَ، فَيَقُولُ: كَيْفَ لو رَأَوْني؟ قال: يقُولُون: لو رَأَوْكَ كانُوا أَشَدَّ لكَ عِبادَةً، وأَشَدَّ لكَ تمْجِيداً، وأَكثرَ لكَ تَسْبِيحاً. فَيَقُولُ: فماذا يَسأَلُونَ؟ قال: يَقُولونَ: يسأَلُونَكَ الجنَّةَ. قالَ: يقولُ: وَهل رَأَوْهَا؟ قالَ: يَقُولُونَ: لا وَاللَّه يا ربِّ مَا رأَوْهَا. قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لو رَأَوْهَا؟ قال: يَقُولُونَ: لو أَنَّهُم رأَوْها كَانُوا أَشَدَّ علَيْهَا حِرْصاً، وَأَشَدَّ لهَا طَلَباً، وَأَعْظَم فِيها رغْبة. قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يقولُون: يَتعَوَّذُونَ مِنَ النَّارِ، قال: فَيقُولُ: وهَل رَأَوْهَا؟ قالَ: يقولونَ: لا واللَّهِ ما رأَوْهَا. فَيقُولُ: كَيْف لو رَأوْها؟ قال: يقُولُون: لو رَأَوْهَا كانوا أَشَدَّ منها فِراراً، وأَشَدَّ لها مَخَافَة. قَالَ: فيقُولُ: فَأُشْهدُكم أَنِّي قَد غَفَرْتُ لهم، قَالَ: يقُولُ مَلَكٌ مِنَ الملائِكَةِ: فِيهم فُلانٌ لَيْس مِنهم ، إِنَّمَا جاءَ لِحاجَةٍ، قال: هُمُ الجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهم جلِيسهُم).

هؤلاء القوم يدعون الله عز وجل بعد ذكره والثناء عليه أن يرزقهم الجنة ويقيهم من النار، وهذا الدعاء هو من الخصلتان التي لا غناء للمسلم عنهما، وخاصة في شهر رمضان المبارك، كما جاء في الحديث الذي رواه ابن خزيمة عن سلمان رضي الله عنه قال: (واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار).

ثامناً: الدعاء سبب من أسباب تفريج الكروب:

من ثمرات الدعاء أنه سبب من أسباب تفريج الكروب، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بَيْنَمَا ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَاشَوْنَ أَخَذَهُمْ الْمَطَرُ، فَمَالُوا إِلَى غَارٍ فِي الْجَبَلِ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالاً عَمِلْتُمُوهَا لِلَّهِ صَالِحَةً فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يَفْرُجُهَا.

فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ فَحَلَبْتُ بَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ وَلَدِي، وَإِنَّهُ نَاءَ بِيَ الشَّجَرُ، فَمَا أَتَيْتُ حَتَّى أَمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ فَجِئْتُ بِالْحِلابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا وَأَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَ بِالصِّبْيَةِ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ لَهُمْ فُرْجَةً حَتَّى يَرَوْنَ مِنْهَا السَّمَاءَ.

وَقَالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ أُحِبُّهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَسَعَيْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَلَقِيتُهَا بِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ، فَقُمْتُ عَنْهَا، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا، فَفَرَجَ لَهُمْ فُرْجَةً.

وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَقَّهُ فَتَرَكَهُ وَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيَهَا، فَجَاءَنِي فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَظْلِمْنِي وَأَعْطِنِي حَقِّي، فَقُلْتُ: اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَهْزَأْ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي لا أَهْزَأُ بِكَ، فَخُذْ ذَلِكَ الْبَقَرَ وَرَاعِيَهَا، فَأَخَذَهُ فَانْطَلَقَ بِهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ مَا بَقِيَ فَفَرَجَ اللَّهُ عَنْهُمْ).

خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:

بعد أن عرفنا واجبات الدعاء وشروط إجابته، وعرفنا آدابه، نسأل الله تعالى أن يوفقنا للقيام بهذه العبادة خير قيام، وأن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وأن يكرمنا بثمرات هذا الدعاء عاجلاً وآجلاً، إنه خير مسؤول وخير مأمول، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

**     **     **

 

 2009-09-09
 23222
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  دروس رمضانية

14-03-2024 321 مشاهدة
1-مواساة لأصحاب الأعذار في رمضان

يَا مَنْ أَقْعَدَكُمُ المَرَضُ عَنِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَقُلُوبُكُمْ تَتَلَهَّفُ للصِّيَامِ وَالقِيَامِ، أَبْشِرُوا وَلَا تَحْزَنُوا، فَأَنْتُمْ في نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، مَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ تَتَطَلَّعُ للصِّيَامِ ... المزيد

 14-03-2024
 
 321
26-05-2022 692 مشاهدة
28ـ غزوة بدر وحسرة المشركين

فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ، التي جَسَّدَتْ لَنَا بِوُضُوحٍ تَامٍّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * ... المزيد

 26-05-2022
 
 692
26-05-2022 513 مشاهدة
27ـ غزوة بدر درس عملي لكل ظالم ومظلوم

غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فِيهَا دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لِكُلِّ ظَالِمٍ، وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِ الغَزْوَةِ يَقُولُ لِكُلِّ مَظْلُومٍ: اصْبِرْ وَصَابِرْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، فَالعَاقِبَةُ لَكَ، ... المزيد

 26-05-2022
 
 513
29-04-2022 384 مشاهدة
26ـ غزوة بدر وتواضع القائد

مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى نَتَعَلَّمُ خُلُقَ التَّوَاضُعِ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 384
29-04-2022 816 مشاهدة
25ـ هنيئًا لكم أيها الصائمون القائمون

يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ... المزيد

 29-04-2022
 
 816
29-04-2022 916 مشاهدة
24ـ أقوام عاشوا عيش السعداء

الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 916

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3159
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412660239
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :