أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5389 - قراءة سورة العصر بعد صلاة العصر

12-07-2012 38099 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم قراءة سورة العصر بعد الانتهاء من صلاة العصر جماعة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5389
 2012-07-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد أخرج الطبراني عَنْ أَبِي مَدِينَةَ الدَّارِمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: (كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾، ثُمَّ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ).

ويقول الشوكاني في الفتح الرَّبانيِّ: قلتُ: ولعلَّ الحامِلَ لهم على ذلكَ ما اشتَمَلت عليهِ منَ الموعظةِ الحَسَنَةِ من التواصي بالحقِّ والتواصي بالصبرِ، بعد الحكمِ على هذا النوعِ الإنسانيِّ حُكمَاً مؤكداً بأنَّه في خُسرٍ، فإنَّ ذلكَ مِمَّا تَرجُفُ له القلوبُ، وتقشعرُّ عندهُ الجلودُ، وتقفُ لديهِ الشعورُ، وكأنَّ كلَّ واحدٍ منَ المتلاقينَ يقول لصاحبِهِ: أنا وأنتَ وسائرُ أبناءِ جنسنا وأهلِ جلدتِنَا خاسرٌ لا مَحَالَةَ، إلا أن يَتَخَلَّصَ عن هذه الرزيَّةِ، ويَنجو بنفسِهِ عن هذهِ البليَّةِ بالإيمانِ والعملِ الصالحِ، والتَّواصِي بالحقِّ وبالصبرِ، فيَحمِلُهُ الخوفُ الممزوجُ بالرَّجاءِ على فتحِ أسبابِ النَّجاءِ، وقَرعِ أبوابِ الالتجاءِ. اهـ.

وجاء في كتاب ظلال القرآن: كانَ الرَّجُلانِ من أصحابِ سيدنا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرَأَ أَحَدُهُما على الآخرِ سورةَ «وَالْعَصْرِ» ثمَّ يسلمَ أحدهُمَا على الآخرِ، لقد كانا يتعاهدانِ على هذا الدستورِ الإلهيِّ، يتعاهدانِ على الإيمانِ والصلاحِ، ويتعاهدانِ على التَّواصِي بالحقِّ والتَّواصِي بالصَّبرِ، ويتعاهدانِ على أنَّهُمَا حارسانِ لهذا الدستورِ، ويتعاهدانِ على أنَّهُما من هذِهِ الأمَّةِ القائمةِ على هذا الدستورِ. اهـ.

وبناء على ذلك:

 فلا حَرَجَ من قراءةِ سورةِ العصرِ كلما التقى المسلمانِ مع بعضِهما البعضِ، وهذا سواءٌ بعدَ صلاةِ العصرِ أو في أيِّ وقتٍ، فإذا قُرِئت سورةُ العصرِ بعدَ صلاةِ العصرِ جماعةً بِنيَّةِ التَّأسِّي بأصحابِ سيدنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فلا حَرَجَ في ذلك، بشرطِ أن لا يُعتقدَ أنَّ هذا من السُّنَّةِ بعدَ الانتهاءِ من صلاةِ العصرِ، لذا أرى أن تُتركَ أحياناً حتى لا يعتقدَ المصلُّونَ أنَّ هذا من السُّنَّةِ، أو يُنبِّهَ بعضُهُمُ الآخرينَ إلى أنَّ هذا الأمرَ ليسَ من السُّنَّةِ الشَّريفةِ بعدَ الانتهاءِ من صلاةِ العصرِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
38099 مشاهدة