أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4836 - هل يجوز القول بأنَّ أخلاق النَّصارى أفضل من أخلاق المسلمين؟

28-01-2012 25406 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز القول بأنَّ أخلاق النَّصارى أفضل من أخلاق المسلمين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4836
 2012-01-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

يقول الله تبارك وتعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}.

ويقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ البَرِيَّة}.

من لا أدبَ عنده مع اللهِ تعالى، لا أدبَ عنده مع عباده وخلقه، ومن سبَّ الله تعالى، وادَّعى له الولدَ، وقَدَحَ في نُبُوَّةِ سيدنا محمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فأيُّ خُلُقٍ عنده؟

ومن يغدرُ بالمسلمين ويحاولُ أن يفتنَهم عن دينهم، عن طريقِ النساءِ والسُّفورِ والتَّبَرُّجِ، ويمكرُ ويتربَّصُ ويتجبَّرُ ويطغى، ويحاول أن يُنَصِّرَ المسلمين عن طريقِ المالِ والتَّشكيكِ في نُبُوَّةِ سيدنا محمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أيُّ خُلُقٍ عنده؟

ومن أظهرَ الأخلاقَ الحميدةَ منهم فهو في الحقيقة أظهرها لجلبِ نفعٍ له، أو دفعِ ضُرٍّ عنه، أو لتحصيل مصلحةٍ دنيويَّةٍ له.

وبناء على ذلك:

فلا يصحُّ للمسلم أن يُخدعَ بهذه الأخلاقِ التجاريَّةِ من النَّصارى، ما داموا أساؤوا الأدبَ مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وما داموا أنَّهم يحاولون التَّبشير في صفوف المسلمين، وربَّما أنَّ المصلحة اقتضت لأنْ يُظهروا هذه الأخلاق، لذلك لا يجوز للمسلم أن يقول: أخلاق النَّصارى أفضل من أخلاق المسلمين بشكل عام، ومن قال هذا الكلام فهو ممَّن رجَّحَ دُنياهُ على دِينهِ ـ والعياذ بالله تعالى ـ.

كما يجب على المسلمين أن يلتزموا دينَ الله تعالى، وأخلاقَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأن لا يكونوا سبباً في تشكيك الناس بدينهم، لأنَّ الإسلامَ عبادةٌ وسلوكٌ وأخلاقٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
25406 مشاهدة