أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1570 - حلف أيماناً متعددة على أمر ولم يفعله

01-12-2008 11607 مشاهدة
 السؤال :
شخص حلف مرات عديدة ولا يدري كم عددها بأن يفعل أموراً ولم يلتزم بها، فما هي الكفارة التي عليه؟ ثم ما هي أنواع اليمين؟ وهل لكل نوع كفارته أم ليس هناك فرق؟ وفي نفس السياق حلف مرة بأن يلتزم بأمر ولكي يعين نفسه عليه ويخوفها قال بالحرف: "اللهم لو لم أفعل كذا فاجعلني من أهل جهنم" ولكنه بعد ذلك لم يقم بذلك الأمر فماذا عليه أن يفعل مع العلم أنه في خوف شديد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1570
 2008-12-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: فإذا كانت الأيمان بالله عز وجل ونسي كم عددها؟ وجب عليه أن يُغَلِّب على ظنه عددَها، ثم بعد ذلك يؤدي عن كل يمين حنث فيها كفارةَ يمين، كما قال تعالى: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}. فإذا كان فقيراً وعجز عن إطعام عشرة مساكين عن كل يمين حنث فيه، فإنَّه يصوم عن كل يمين ثلاثة أيام متتاليات.

ثانياً: أنواع اليمين قسمها العلماء إلى ثلاثة أنواع:

الأولى: يمين الغموس، وهي اليمين الكاذبة عمداً، وهي من أكبر الكبائر، وهذه اليمين لا كفارة لها عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة، لما رواه مسلم عن أبي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ).

فجزاء اليمين الغموس بالوعيد في الآخرة، إلا أن يتوب صاحبها إلى الله تعالى توبة صادقة، وأن يعيد الحقوق لأصحابها إن وجدت.

وعند الشافعية: على صاحبها التوبة وإعادة الحقوق إلى أصحابها، ثم يكفر عن يمينه بإطعام عشرة مساكين.

الثانية: يمين اللغو: هي اليمين التي يسبق اللسان إلى لفظها بلا قصدٍ لمعناها، أو هي يمين كاذبة خطأً أو غلطاً.

فمن حلف يميناً لغواً عن أمر مضى فلا كفارة عليه، ولا إثم عليه، أما إذا حلف يميناً لغواً على أمر مستقبل ولم يفعله فقد اختلف الفقهاء فيه، فبعضهم أوجب عليه كفارة يمين، والبعض الأخر لم يوجبه.

الثالثة: يمين منعقدة: هي اليمين على أمر في المستقبل، ويجب الوفاء به وعدم الحنث إذا كان في طاعة، أما إذا كان في معصية فيجب الحنث فيه، وعلى صاحبه كفارة يمين.

ثالثاً: يقول الله تعالى:{وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً}. فلا يجوز أن يدعو الإنسان على نفسه بذلك، بل يجب عليه أن يدعو الله عز وجل أن يعينه على فعل الطاعة وترك المعصية، وأن يتذكر قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين}. وأن يدعو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) رواه الحاكم.

وعلى كل حال على هذا الإنسان أن يتوب إلى الله تعالى من فعل المعاصي، والتي من جملتها هذا الدعاء، ويستغفر الله عز وجل ويكثر من الصدقة والله غفور رحيم فله الحمد والمنة. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11607 مشاهدة