أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5783 - معنى القصد في الفقر والغنى:

15-03-2013 49334 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى الدعاء الذي يقول: نسأل القصد في الفقر والغنى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5783
 2013-03-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا عَمَّارٌ صَلَاةً فَأَوْجَزَ فِيهَا فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ فَقَالَ: أَلَمْ أُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ فِيهِمَا بِدُعَاءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِ «اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْراً لِي، أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَمِنْ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ». 

فَحَضرَةُ سيِّدِنَا رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هوَ الَّذِي دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ.

وقولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَمِنْ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ». اِحتِرَازٌ عَن أَن يَكونَ الشَّوقُ إلى لِقَاءِ اللهِ تَعالى سَبَبُهُ ضَرَرٌ أو فِتنَةٌ لَحِقَت بالعَبدِ، بَل يَسأَلُ اللهَ تَعالى شَوقَاً إِليهِ وحُبَّاً فِيهِ.

وأمَّا قولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى».  فَيَعنِي الاعتِدَالَ والوَسَطَ فِي حَالَةِ الفَقرِ والغِنَى، بِحَيثُ لا إِفرَاطَ حَالَةَ الغِنَى، وَلا تَفريطَ فِي حالةِ الفَقرِ.

وبناء على ذلك:

فالقَصدُ هوَ الاعتِدَالُ فِي النَّفَقَةِ حالةَ اليَسَارِ وحالَةَ الفَقرِ، وذَلِكَ لقَولِهِ تَعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً». ولقولِهِ تَعَالى : ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً﴾.  هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
49334 مشاهدة