أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4083 - استمع إلى حديث زوجته مع صديقتها على الهاتف

19-07-2011 19693 مشاهدة
 السؤال :
كانت زوجتي تتحدث مع صديقة لها على الهاتف، وأخذت أستمع للحديث بينهما بدون علم المرأة، وزوجتي تعلم أني أستمع للحديث، فماذا يترتب علينا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4083
 2011-07-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقول مولانا عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12]، وفعلك هذا من التجسُّس.

ثانياً: يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ اللهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاءِ بِوَجْهٍ) رواه البخاري ومسلم؛ وزوجتك مع صديقتها صاحبة وجهين، وجه معها بأنها صديقة، ووجه معك بأنها وفية، وهي في الحقيقة تخون تلك المرأة، وتدفعك للخيانة لتلك المرأة.

ثالثاً: يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري؛ والآنُك هو الرصاص المذاب. وأنت تستمع لحديث المرأة الأجنبية عنك، ولا شك بأن المرأة المسلمة تكره أن يسمع حديثها رجل أجنبي عنها، إذا كانت تتحدَّث مع بعض صديقاتها.

وبناء على ذلك:

فما فعلته أنت وزوجتك مع صديقتها، من استماعك لحديثها مع زوجتك، هو خيانة عظيمة، ولا يحلُّ لك ولزوجتك فعله، وهو منافٍ ومخالف للمروءة ومكارم الأخلاق، لأن المرأة قد تنبسط في الحديث مع صديقتها، وهل ترضى هذا لزوجتك إذا كانت تتحدث مع صديقتها أن يسمع حديث زوجتك زوجُ صديقتها؟ فعليكما بالتوبة الصادقة النصوح.

وأُحَذِّرُ من الخيانات التي تقع أثناء المكالمات الهاتفية من فتح مكبِّر الصوت ليسمع الحاضرون الحديث، أو أن تسجِّل المكالمة بدون علم المتكلِّم. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
19693 مشاهدة