أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3954 - حكم من أنكر تحريم الربا

14-05-2011 20956 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم الشرع في إنسان أنكر تحريم الربا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3954
 2011-05-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلا يجوز للمسلم أن ينكر شيئاً من دين الله عز وجل، ولكنَّ من أنكر أمراً من أمور الدين لا يُحكم عليه بالكفر إلا إذا كان ما أنكره أمراً مُجمعاً عليه، وقد علم أنه جاء به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولم يكن المنكِرُ جاهلاً بالحكم ولا مُكرهاً عليه.

وتحريمُ الربا من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، المجمع عليها سلفاً وخلفاً، وقد جاء بها القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة صراحةً، وذلك بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون * يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيم * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}.

وبقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَهُ وَكَاتِبَهُ) رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وهو من السبع الموبقات، روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاتِ).

وقد ثبتت حرمته في جميع الشرائع السماوية، قال تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ}.

وبناء على ذلك:

فمن أنكر تحريم الربا واستحلَّه فقد كفر والعياذ بالله تعالى، لأنه أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، ويجب على الحاكم أن يستتيبه، فإن تاب، وإلا قُتل.

أما من تعامل بالربا ـ والعياذ بالله تعالى ـ وهو يعتقد حرمته، ولا يستحلُّه، فهو فاسق عاصٍ، وليس كافراً. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
20956 مشاهدة