أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4021 - امرأة ملتزمة لها صديقات غير ملتزمات

11-06-2011 133489 مشاهدة
 السؤال :
امرأة ملتزمة بدين الله عز وجل، ولها صديقات غير ملتزمات بدين الله تعالى، فهل يجب عليها تركهنَّ من أجل سلامة دينها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4021
 2011-06-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً. وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) رواه البخاري ومسلم.

والمرء على دين خليله، والصاحب ساحب،ويحشر المرء مع من أحبَّ. هذا أولاً.

ثانياً: يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأسلوب حسن وحكيم، وبدون فظاظة ولا غلاظة، لقوله تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}، وأن يكون بدون استعلاء واستحقار للطرف الآخر، لأن الخاتمة لا يعلمها إلا الله تعالى، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين}.

وعند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن لا يكون المنكر مستمراً، وإلا فالإنسان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ثم ينصرف ولا يبقى مجالساً أهل المنكر.

وبناء على ذلك:

فعلى هذه المرأة المسلمة الغيورة على دين الله تعالى، أن تأمر صويحباتها بالمعروف، وتنهاهنَّ عن المنكر، بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا حرج من مجالستهنَّ بشرط أن لا يكون المنكر قائماً في المجلس، وكانت تأمن على نفسها من الانحراف والتأثُّر بهنَّ.

ولكن إن خافت على نفسها من التأثُّر بهنَّ فيحرم عليها مجالستهنَّ؛ لأن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
133489 مشاهدة