أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6270 - «احترسوا من الناس بسوء الظن»

24-04-2014 28256 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «احترسوا من الناس بسوء الظن»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6270
 2014-04-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الطَّبَرَانِيُّ في الأوسَطِ عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قالَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اِحتَرِسُوا من النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ».

يَقولُ الإمامُ العَجلونِيُّ في كِتابِهِ كَشفِ الخَفا: قالَ في الأصلِ رَواهُ أحمدُ في الزُّهدِ والبَيهقِي وغَيرُهُما من قَولِ مطرف بن الشخير أَحَدِ التَّابِعِينَ، زَادَ البيهقي وكذا الطَّبَرَانِيُّ في الأوسَطِ والعَسكَرِيُّ أنَّهُ رُوِيَ عن أَنَسٍ مَرفوعاً، وأخرَجَهُ تمام في فَوائِدِهِ عن ابنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ بِلَفظِ: مَن حَسَّنَ ظَنَّهُ بالنَّاسِ كَثُرَت نَدَامَتُهُ، ورَواهُ الديلمي عن عَلِيٍّ من قَولِهِ بِلَفظِ: الحَزمُ سُوءُ الظَّنِّ، وجَميعُ طُرُقِهِ ضَعيفَةٌ.

وبناء على ذلك:

فالحَديثُ ضَعيفٌ، ومَعناهُ: تَحَفَّظوا من النَّاسِ في تَعَامُلاتِكُم، ولا تَثِقُوا بِكُلِّ أحَدٍ، فإنَّهُ أسلَمُ لَكُم.

أمَّا إذا لم يَكُن هُناكَ تَعَامُلٌ بَينَكُم وبَينَ الآخَرينَ فَحُسنُ الظَّنِّ بالنَّاسِ مَطلوبٌ شَرعاً، لما وَرَدَ في تَخريجِ أحادِيثِ الإحياءِ: خَصلَتانِ لَيسَ فَوقَهُما شَيءٌ من الشَّرِّ، الشِّركُ بالله، والضُّرُّ بِعِبادِ الله، وخَصلَتانِ لَيسَ فَوقَهُما شَيءُ من البِرِّ، الإيمانُ بالله، والنَّفعُ لِعِبادِ الله. ذَكَرَهُ صَاحِبُ الفِردَوسِ من حَديثِ عَلِيٍّ.

فالوَاجِبُ على المُؤمِنِ أن يُحسِنَ الظَّنَّ بالعِبادِ بِشَكلٍ عامٍّ، فإذا أرادَ التَّعَامُلَ مَعَهُم كانَ على حَذَرٍ في التَّعَامُلِ مَعَ من لا يَعرِفُهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
28256 مشاهدة