أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6136 - «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَت النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ»

08-02-2014 11656 مشاهدة
 السؤال :
ما هو المقصود بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَت النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6136
 2014-02-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالحَديثُ الشَّريفُ صَحيحٌ رواه الإمام البخاري في صَحيحِهِ عن سَيِدِّنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ؛ والمَقصودُ من ذلكَ أن لا يَقولَ أحَدٌ في حَقِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَدْحاً مُبالَغاً فيهِ يُخرِجُهُ عن طَورِ بَشَرِيَّتِهِ التي خَلَقَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيها، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾. كما فَعَلَتِ النَّصارى في حَقِّ سَيِّدِنا عِيسى عَلَيهِ السَّلامُ، حَيثُ قالوا: ابنُ الله.

فَسَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَبدُ الله ورَسولُهُ، وقد اختَصَّهُ اللهُ تعالى بِبَعضِ الخَصَائِصِ التي لم تَكُنْ لِنَبِيٍّ من قَبلِهِ، ولن تَكونَ لِبَشَرٍ من بَعدِهِ، فلا نَقولُ فيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلا ما قالَهُ اللهُ تعالى فيهِ، وما حَدَّثَ به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عن نَفسِهِ الشَّريفَةِ.

وبناء على ذلك:

فالمَقصودُ من الحَديثِ الشَّريفِ ـ واللهُ تعالى أعلَمُ ـ أن لا تَمدَحْهُ الأُمَّةُ بما لَيسَ فيهِ من الصِّفاتِ، يَلتَمِسونَ بذلكَ مَدْحَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كما فَعَلَتِ النَّصارى وقالَت في حَقِّ سَيِّدِنا عِيسى عَلَيهِ السَّلامُ: إنَّهُ ابنُ الله، فَكَفَروا بذلكَ وضَلُّوا وأَضَلُّوا والعِياذُ بالله تعالى.

فَسَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ما عَرَفَ قَدْرَهُ إلا اللهُ تعالى، فإذا أرادَ الإنسانُ المُؤمِنُ مَدْحَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَليَقُلْ فيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ما قالَهُ اللهُ تعالى، وما حَدَّثَ به عن ذَاتِهِ الشَّريفَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11656 مشاهدة