أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7083 - كيفية السجود أثناء الزحام

24-11-2015 3134 مشاهدة
 السؤال :
أحياناً نحضر صلاة الجمعة ويكون المسجد مزدحماً، بحيث لا يتمكن المصلي من السجود على الأرض، فكيف يكون السجود في هذه الحالة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7083
 2015-11-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الإمام أحمد عَنْ سَيَّارِ بْنِ الْمَعْرُورِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ، وَنَحْنُ مَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَإِذَا اشْتَدَّ الزِّحَامُ فَلْيَسْجُدِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى ظَهْرِ أَخِيهِ، وَرَأَى قَوْمَاً يُصَلُّونَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: «صَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ».

وَقَالَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ من الحَنَفِيَّةِ والشَّافِعِيَّةِ والحَنَابِلَةِ: إِنَّ المَأْمُومَ إِذَا مَنَعَهُ الزِّحَامُ عَن السُّجُودِ على أَرْضٍ وَنَحْوِهَا فَأَمْكَنَهُ السُّجُودُ على شَيْءٍ من إِنْسَانٍ أَوْ مَتَاعٍ وَنَحْوِهِمَا فَعَلَ ذَلِكَ وُجُوبَاً، لِأَثَرِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: إِذَا اشْتَدَّ الزِّحَامُ فَلْيَسْجُدْ أَحَدُكُم عَلَى ظَهْرِ أَخِيهِ، ولا يُحتَاجُ إلى إِذْنِهِ، لِأَنَّ الأَمْرَ فِيهِ يَسِيرٌ وَيُتَسَامَحُ فِيهِ، وَلِأَنَّهُ مُتَمَكِّنٌ في سُجٌودٍ يُجْزِئُهُ، فَوَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يُعْتَبَرُ مُتَخَلِّفَاً عن مُتَابَعَةِ الإِمَامِ بِغَيْرِ عُذْرٍ.

قَالَ الشَّافِعِيَّةُ والحَنَابِلَةُ: وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يَسْجُدَ وَلَوْ على ظَهْرِ إِنْسَانٍ أَوْ قَدَمِهِ انْتَظَرَ زَوَالَ العُذْرِ، ولا يُومِئُ، لِقُدْرَتِهِ على السُّجُودِ، ثُمَّ إِنْ تَمَكَّنَ من السُّجُودِ قَبْلَ رُكُوعِ إِمَامِهِ في الثَّانِيَةِ سَجَدَ وُجُوبَاً تَدَارُكَاً عِنْدَ زَوَالِ العُذْرِ.

وبناء على ذلك:

 

فَعِنْدَ اشْتِدَادِ الزِّحَامِ، يَسْجُدُ الرَّجُلُ على ظَهْرِ أَخِيهِ، للحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه البيهقي عَن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَلْيَسْجُدْ على ثَوْبِهِ، وإِذَا اشْتَدَّ الزِّحَامُ فَلْيَسْجُدْ أَحَدُكُم عَلَى ظَهْرِ أَخِيهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3134 مشاهدة