أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7337 - سبب ما نزل بنا

10-06-2016 2552 مشاهدة
 السؤال :
ما أصاب سوريا بلدنا الحبيبة من سفك دماء بريئة، وقتل الرجل لأخيه، وسلب الأموال، هل هي بسبب المخالفات الشرعية التي حلت بنا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7337
 2016-06-10

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.

ثانياً: يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَـعْشَرَ الْـمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا؛ وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْـمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ؛ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا؛ وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ؛ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ، إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» رواه ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.

ثالثاً: يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: الْحُبَارَى لَتَمُوتُ فِي وَكْرِهَا هُزَالًا مِنْ ظُلْمِ الظَّالِمِ. رواه البيهقي.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: إِنَّ الْبَهَائِمَ تَلْعَنُ عُصَاةَ بَنِي آدَمَ إِذَا اشْتَدَّ السَّنَةُ وَأَمْسَكَ الْـمَطَرُ؛ وَتَقُول: هَذَا بِشُؤْمِ مَعْصِيَةِ ابْنِ آدَمَ.

 وبناء على ذلك:

فَمَا أَصَابَنَا وَأَصَابَ بَلَدَنَا الحَبِيبَ بِسَبَبِ المَعَاصِي وَالمُخَالَفَاتِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا مِنْ شَرٍّ يَقَعُ إلا وَسَبَبُهُ المَعَاصِي وَالمُخَالَفَاتُ الشَّرْعِيَّةُ.

لِذَا نَحْتَاجُ إلى تَوْبَةٍ مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِنَا، وَأَنْ نَصْطَلِحَ مَعَ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ، لَعَلَّ اللهَ تعالى يَرْفَعُ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارَاً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2552 مشاهدة