أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5846 - حكم إنكار نزول سيدنا عيسى عليه السلام

17-05-2013 38405 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن من أنكر نزول سيدنا عيسى عليه السلام في آخر الزمان يعتبر كافراً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5846
 2013-05-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَنُزولُ سيِّدِنا عيسى عليه السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ حَقٌّ لا رَيبَ فيهِ، ولا شَكَّ عندَ الإنسانِ المؤمنِ، وذلك لقولِهِ تعالى: ﴿وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً﴾. ولقولِهِ تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا﴾. والضَّميرُ راجِعٌ إلى سيِّدِنا عيسى عليه السَّلامُ.

وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُم ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَكَماً مُقْسِطاً فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ».

وروى كذلك عن جَابِرِ بْن عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ الله هَذِهِ الْأُمَّةَ».

وبناء على ذلك:

 فَنُزولُ سيِّدِنا عيسى عليه السَّلامُ ثابِتٌ، لما جَاءَ في القُرآنِ العَظيمِ وفي السُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ، ولكن مَن تَأوَّلَها وأنكَرَها لا يُحكَمُ عليهِ بالكُفرِ إلا إذا أُقيمَت عليهِ الحُجَّةُ وأصَرَّ وعانَدَ، عندَها يُكْفَرُ المُنكِرُ.

التَّكفيرُ ليسَ بالأمرِ اليَسيرِ السَّهلِ، بل هوَ خطيرٌ جدَّاً، نَعَم، من أنكَرَ ما ثَبَتَ من الدِّينِ بالضَّرورَةِ بعدما قامَتِ الحُجَّةُ عليه فهوَ الكَافِرُ الذي يَتَحَقَّقُ فيهِ معنى الكُفرِ.

أمَّا من أنكَرَ شَيئاً لِعَدَمِ ثُبوتِهِ عِندَهُ، أو لِشُبهَةٍ قَامَت عِندَهُ من حَيثُ المَعنى فَهوَ ضَالٌّ فَاسِقٌ وليسَ بِكافِرٍ مُرتَدٍّ عن دِينِ الله تعالى، كمن أنكَرَ نُزولَ سيِّدِنا عِيسى عليه السَّلامُ لِشُبهَةٍ عِندَهُ ولم تَقُم عليهِ الحُجَّةُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
38405 مشاهدة