أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8063 - ولا يخلي رحمة الله تنزل

17-05-2017 1062 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز أن يقال عن ظالم: لا يرحم، ولا يخلي رحمة الله تنزل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8063
 2017-05-17

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ﴾.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» رواه الشيخان عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: هُنَاكَ أُنَاسٌ ظَالِمُونَ لَا يَرْحَمُونَ، قُلُوبُهُمْ قَاسِيَةٌ، بَلْ هِيَ أَقْسَى مِنَ الحَجَرِ، هَؤُلَاءِ لَا يَرْحَمُونَ الخَلْقَ، وَمَنْ لَا يَرْحَمُ الخَلْقَ لَنْ يَرْحَمَهُ اللهُ تعالى، روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ».

وبناء على ذلك:

فَإِذَا قَالَ إِنْسَانٌ عَنْ ظَالِمٍ: لَا يَرْحَمُ؛ لَا حَرَجَ في ذَلِكَ، لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ صَادِقَاً، أَمَّا أَنْ يَقُولَ: وَلَا يُخَلِّي رَحمَةَ اللهِ تَنْزِلُ، فَهَذِهِ كَلِمَةُ كُفْرٍ ظَاهِرَةٌ، لِأَنَّهُ يَنْسِبُ بِذَلِكَ العَجْزَ إلى اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ﴾.

اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ القُدْرَةُ المُطْلَقَةُ، فَهَلْ هَذَا المَخْلُوقُ الضَّعِيفُ الفَقِيرُ الذي لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضُرَّاً وَلَا نَفْعَاً، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْبِسَ رَحْمَةَ اللهِ تعالى عَنْ خَلْقِهِ حَتَّى لَا تَنْزِلَ؟

هَذِهِ الكَلِمَةُ التي تَخْرُجُ مِنَ العَبْدِ في حَالَةِ غَلَبَةٍ وَقَهْرٍ مِنْ مَخْلُوقٍ، وَعَلَيْهِ التَّوْبَةُ وَالاسْتِغْفَارُ مِنْهَا، وَأَنْ يَجْزِمَ عَلَى أَنْ لَا يَعُودَ إِلَيْهَا، لِأَنَّهُ إِذَا اعْتَقَدَهَا ـ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ كَفَرَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1062 مشاهدة
الملف المرفق