أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1328 - يريد أن يسافر بزوجته ولكن أمه لا ترضى

16-08-2008 15926 مشاهدة
 السؤال :
أنا أقيم في السعودية وعملي يفرض علي أن أغيب سنة أو أكثر وأنا متزوج، وفكرت أن أبعث لعائلتي لتقيم معي لكن أمي رفضت وقالت: إن أخذتها أغضب عليك، فماذا أفعل؟ هل إن تركتهم أكون قصرت بحق زوجتي وأولادي؟ أم إن بعثت لهم ليعيشوا معي أكون عققت أمي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1328
 2008-08-16

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في صحيح البخاري عن سيدنا سلمان رضي الله عنه قال لأبي الدرداء رضي الله عنه: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (صَدَقَ سَلْمَانُ).

اعلم يا أخي الكريم بأن لزوجتك عليك حقوقاً كثيرة، وكذلك بالنسبة لأبنائك، ومن جملة هذه الحقوق إعفاف الزوجة عن الحرام، وتربية الأولاد تربية صالحة بالتعاون مع زوجتك، وإلا فأنت مسؤول يوم القيامة، يقول صلى الله عليه وسلم: (أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أََا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه البخاري.

واعلم بأن لأمك عليك حقوقاً كذلك، ويجب عليك أن تعطي لكل ذي حقٍّ حقَّه، ومن جملة حقوق أمك عليك الطاعة في غير معصية لله عز وجل، فإذا أمرت بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإن عدم القيام بالواجب الذي عليك نحو زوجتك وأولادك يعتبر معصية.

وبناء على ذلك:

فيجب عليك أن تقنع أمك بأخذ زوجتك وأولادك إلى مكان إقامتك، وأن يكون الإقناع بالحكمة والموعظة الحسنة، وذكِّرها بأنك بحاجة إلى زوجتك أكثر من حاجة زوجتك إليك، وبأن بحاجة إلى رعاية أبنائك، فإذا اقتنعت فبها ونعمت، وإلا فاستعن عليها بمن يقنعها في ذلك، فإن أصرَّت على رأيها فخُذْ زوجتك وأولادك وتوكَّل على الله تعالى، واعلم بأنها إن غضبت عليك لا قدر الله فإن غضبها لا يضرُّك، ولا تعتبر أنت في هذه الحالة عاقّاً لوالدتك.

أسأل الله عز وجل أن يصلح أحوالنا، ويردَّنا إلى دينه ردّاً جميلاً. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15926 مشاهدة