أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6416 - أريد نفع والدي بعد موته

23-06-2014 159 مشاهدة
 السؤال :
والدي مات، وأنا أحبه حبَّاً جمَّاً، وأريد أن أنفعه بشيء بعد موته رَدَّاً للجميل، فما هو الشيء المشروع في ذلك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6416
 2014-06-23

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالاً وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟

قَالَ: «نَعَمْ».

وروى الشيخان عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟

قَالَ: «نَعَمْ».

وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ، صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ».

وبناء على ذلك:

فأكثِرْ من الصَّدَقَةِ عَنهُ، وإن لم يَكُن قد حَجَّ فَحُجَّ عَنهُ، وأكثِرْ لَهُ من الدُّعَاءِ بالمَغفِرَةِ وأن يُدخِلَهُ اللهُ تعالى الجَنَّةَ، ويَنَجِّيَهُ من النَّارِ، وأكثِرْ من الدُّعَاءِ الذي عَلَّمَنا إيَّاهُ َبُّنا عزَّ وجلَّ في القُرآنِ العَظِيمِ: ﴿رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ﴾.

وكذلكَ إذا قَرَأتَ القُرآنَ العَظِيمَ، بَعدَ الانتِهَاءِ من التِّلاوَةِ ادعُ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يَجعَلَ اللهُ لَهُ مِثلَ أجرِكَ في تِلاوَةِ القُرآنِ العَظِيمِ، والأمَلُ باللهِ تعالى عَظِيمٌ أن يَستَجِيبَ ذلكَ، لأنَّهُ هوَ القَائِلُ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
159 مشاهدة
الملف المرفق